قد لا تسبّب القهوة السرطان لكن لا تشربها ساخنة جداً!

  • 7/31/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يحبّ البعض شرب القهوة ساخنة. لكن يشير تقرير جديد أصدرته «منظمة الصحة العالمية» إلى زيادة مخاطر سرطان المريء عند تناول نسخة ساخنة جداً من بعض المشروبات مثل القهوة. صدر هذا التحذير غداة مراجعة شاملة لدراسات تتمحور حول القهوة والشاي والسرطان وأجرتها {الوكالة الدولية لأبحاث السرطان} التابعة لـ{منظمة الصحة العالمية}. أعلن فريق مؤلف من 23 عالِماً أنّ تناول مشروبات تفوق حرارتها عتبة 65 درجة مئوية يُعتبر سلوكاً {سرطانياً بالنسبة إلى البشر على الأرجح} (تشمل هذه الفئة أيضاً اللحوم الحمراء ومبيدات {ثنائي كلورو ثنائي فينيل ثلاثي كلورو الإيثان} وفيروس الورم الحليمي البشري). لكن يوضح التقرير أن الحرارة هي التي تعزز مخاطر الإسبريسو أو الكابتشينو أو القهوة العادية، وليس القهوة بحد ذاتها. خفّض الفريق تصنيف القهوة من مكانتها السابقة كـ{عنصر سرطاني محتمل على البشر} إلى فئةٍ لا يمكن تصنيف خطر السرطان الذي تسبّبه. سيشعر ملايين الناس الذين يشربون القهوة يومياً حول العالم بأن التقرير يبرر سلوكهم على الأرجح. اعتبر فريق الخبراء أن القهوة قد تخفّض خطر سرطان الكبد وبطانة الرحم. كما أنهم نفوا أي دور لها في تطوير سرطان الثدي والرحم والبروستات. لكن قد يرغب بعض محبّي القهوة في تغيير طريقة تناولهم لهذا المشروب. كانت {الجمعية الوطنية للقهوة} توصي بتقديم قهوة ساخنة تتراوح حرارتها بين 82 و85 درجة مئوية. لكنها توصي الناس الآن بالسماح للمشروب ببلوغ {درجة حرارة مريحة قبل التلذذ به}. نَسَب الخبراء في {منظمة الصحة العالمية} قلقهم إلى {شحّ الأدلة} التي تقدّمها دراسات جرت على الحيوانات لإثبات أن المشروبات التي تبلغ حرارتها 65 درجة مئوية قد تعزز نمو الأورام. كذلك، ذكروا أن الأدلة الوبائية التي تربط بين حرارة المشروبات وخطر سرطان المريء وتثبت أن سخونة المشروب المستهلَك تزيد حالات سرطان المريء {تزداد قوة مع مرور الوقت}. أعلنت {الوكالة الدولية لأبحاث السرطان} في البداية أن القهوة والمتّة (شاي غني بالكافيين وشائع على نطاق واسع في أميركا الجنوبية) قد تسبّبان السرطان في عام 1991. لكن غداة مراجعة أكثر من ألف دراسة دقيقة بعد 25 سنة، تبيّن أن المشروبات غير مذنبة. أشار أعضاء فريق البحث إلى أن أسلافهم ربما أغفلوا عن مؤشر أساسي: غالباً ما يكون الإفراط في التدخين وشرب الكحول شائعاً بين الناس الذين يكثرون من شرب القهوة والمتّة. في عام 1991، لم يُعدِّل الباحثون نتائجهم كي يأخذوا هذا العامل بالاعتبار. من المعروف أن الإفراط في التدخين وشرب الكحول عاملان أساسيان لزيادة مخاطر سرطان المريء. لكن ربما كانت الحرارة عاملاً خفياً آخر بحسب رأي فريق البحث. عند إعداد التقرير الذي يحذّر من استهلاك المشروبات الساخنة، ذكر فريق الخبراء تحليلاً من عام 2000 عن سرطان المريء واستهلاك المشروبات الساخنة في أميركا الجنوبية وقد أثبت {زيادة بارزة في المخاطر النسبية} لشرب الشاي الساخن جداً ومشروبات أخرى. ذكروا أيضاً أنّ دراسة جرت في عام 2009 وتعقّبت مجموعة واسعة من الإيرانيين الذين يشربون الشاي وأثبتت زيادة مخاطر سرطان المريء لدى الأشخاص الذين شربوا الشاي الساخن أو الساخن جداً. في التجارب المخبرية، أدى شرب الماء الساخنة على حرارة 65 درجة مئوية إلى زيادة حالات سرطان المريء لدى الفئران والجرذان. في المقابل، أعطت المتّة الباردة أثراً معاكساً، فتراجعت الأورام في المريء والكبد. معدّل صغير نُشر تقرير {الوكالة الدولية لأبحاث السرطان} في مجلة {لانسيت لعلم الأورام}. كان فريق البحث يسعى بكل بساطة إلى تقييم مدى ارتباط المشروبات الساخنة بخطر السرطان ولم يرغب في تحديد حجم المخاطر. لذا لا يقدّم التقرير أي توجيهات حول عدد المشروبات الساخنة الذي يمكن أن يزيد احتمال الإصابة بالسرطان. ذكر خبراء آخرون تحليلاً جرى في عام 2015 ونُشر في مجلة {بي أم سي كانسر} واستنتج أن الرجال الذين تناولوا مشروبات ساخنة جداً كانوا أكثر عرضة من غيرهم لسرطان المريء بمعدل 2.36 مرة. وكانت المرأة التي استهلكت مشروبات ساخنة جداً أكثر عرضة بـ2.45 مرة للإصابة بسرطان المريء وفق الدراسة. قال الدكتور توماس ج. شيرمان من المركز الطبي في جامعة {جورج تاون}: {لحسن الحظ، يُعتبر هذا المعدل صغيراً جداً}. لم يحدد الخبراء في {منظمة الصحة العالمية} حرارة معيّنة لجعل القهوة آمنة. لكن حلل باحثان من جامعة تكساس في مدينة {تايلر} هذه المسألة تحديداً. من خلال استعمال النماذج الرياضية، قيّم الباحثان المنافع الحسية لشرب قهوة ساخنة جداً مقابل الخطر الذي تطرحه السخونة المفرطة في تقرير نُشر في مجلة {بيرنز}. في النهاية استنتجا أن {حرارة الشرب المثالية تبلغ حوالى 57 درجة مئوية}.

مشاركة :