خرجت عشرات العائلات امس من احياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة المعارضة عبر الممرات الانسانية التي فتحها النظام السوري بين شطري مدينة حلب بعد اسابيع من فرض حصار مطبق عليها. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن خروج عدد من المدنيين السبت من الاحياء الشرقية عبر ممر في حي صلاح الدين للانتقال الى الاحياء التي يسيطر عليها النظام، دون ان يحدد عددهم. وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلاً للقصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية. وبعد أسابيع من الغارات والحصار فتحت السلطات السورية معابر لتشجيع المدنيين والمقاتلين الراغبين في إلقاء السلاح على الخروج من القسم الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب، بهدف استعادة السيطرة على ثاني أكبر مدن سورية. ويرى محللون ان خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب ستشكل ضربة كبيرة لها وتحولا في مسار الحرب التي اودت منذ منتصف مارس بحياة اكثر من 280 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية. ويسعى النظام من خلال فتح هذه الممرات الإنسانية الى إخلاء الأحياء الشرقية البالغ عدد سكانها حوالى 250 ألف نسمة، في سياق المعارك التي تخوضها قواته لاستعادة هذه المناطق من الفصائل المقاتلة التي تسيطر عليها منذ 2012، والسيطرة بالكامل بالتالي على ثاني أكبر مدن سورية. وكانت موسكو، حليفة النظام الأبرز والتي تساعده عسكرياً، أول من اعلن عن فتح هذه الممرات وقدمها على انها لهدف إنساني وهو ما تشكك فيه المعارضة ومحللون. ويقول ابو محمد (50 عام) وهو اب لاربعة اولاد اريد الخروج ولكنني لا ارغب بالتوجه الى المناطق التي يسيطر عليها النظام معربا عن خوفه من ان يقتادوا ابني البالغ من العمر17 عاماً لأداء الخدمة الالزامية والقتال على الجبهة. وقال ابو محمد ان الوضع الإنساني يزداد سوءاً ونجد صعوبة بالحصول على الغذاء. ورحبت الأمم المتحدة بقتح الممرات كما عرضت الاشراف عليها. الا ان الولايات المتحدة ابدت الجمعة تشكيكا كبيرا فيها ووصل الامر بوزير خارجيتها جون كيري الى حد التخوف من ان تكون هناك خدعة روسية وراءها. كما شككت المعارضة بنوايا النظام وحليفه الروسي. وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد رمضان ليس هناك اي ممرات في حلب توصف بممرات انسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها اهالي حلب بممرات الموت. ونددت المعارضة بسمة قضماني بـرسالة وحشية لشعبنا: اما ان ترحلوا او تموتون من الجوع. ويستخدم النظام السوري سياسة الحصار لتجويع المناطق الخارجة عن سيطرته واخضاعها، بهدف دفع مقاتليها الى تسليم سلاحهم. ويشن سلاح الجو السوري غارات مكثفة على مواقع في منطقتي الشقيف وضهرة عبد ربه الواقعتين شمال مدينة حلب، بهدف تشديد الحصار اكثر على الأحياء الشرقية، بحسب المرصد. كما يسعى النظام بذلك الى عرقلة اي محاولة يقوم بها المقاتلون من اجل ارسال تعزيزات او شن هجوم مضاد لفك الحصار على الأحياء الشرقية.
مشاركة :