الأزمة الفنزويلية تلقي بظلالها على أسواق أمريكا الجنوبية

  • 7/31/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح تجمع "ميركسور"، "السوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية" بدون قيادة مؤقتا بسبب مخاوف بشأن الأزمة الاقتصادية الحالية في فنزويلا. وبحسب "الألمانية"، فقد أنهت أوروجواي أمس الأول رئاستها للتجمع بعد انتهاء فترة التناوب المعتادة التي تستمر ستة أشهر، وعادة ما يتم نقل القيادة، حسب الترتيب الأبجدي، وهو ما يعني أن فنزويلا كان من المقرر أن تتولى القيادة حتى نهاية العام. غير أنه لم يتم نقل القيادة نظرا لأنه لم يتم عقد الاجتماع المعتاد لوزراء الخارجية بعد أن رفضت باراجواي والبرازيل الحضور، وقالت باراجواي "إن فنزويلا لا تنعم باستقرار داخلي ولا تحترم بشكل لائق حقوق الإنسان، وهما أمران ضروريان لتولي قيادة تجمع ميركسور". وأوضح ميجل بيريز وزير الصناعة والتجارة الفنزويلي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن حكومته ستتولى القيادة، وتجمع "ميركسور" مؤلف من البرازيل والأرجنتين وأوروجواي وباراجواي وفنزويلا، ويتفاوض التجمع حاليا لإبرام اتفاق تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي. وتعاني فنزويلا أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، ولم يكن يتخيل الفنزويليون أن يؤثر انخفاض أسعار النفط الحاد بهذه الصورة القاسية في اقتصاد بلادهم الذي أوشك على الانهيار بعد وصول نسبة التضخم إلى 180 في المائة العام الماضي لترتفع العام الجاري إلى 700 في المائة، ليصل بهم الحال إلى أزمة غذاء دفعت مسؤولا فى إحدى محافظات فنزويلا المجاورة للحدود الكولومبية إلى فتح الحدود مع بوجوتا لمدة 12 ساعة، وذلك للسماح للمواطنين بالحصول على الغذاء الذي لم يعد من الممكن الحصول عليه بعد انتشار عملية النهب والسرقة للمتاجر والمحال والمطاعم. لكن يمكن ربط أزمة الغذاء التي تهدد بأزمة سياسية كبيرة من شأنها زعزعة استقرار البلاد أكثر، مما هى عليه الآن، باعتماد الدولة على احتياطي النفط في العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية، فسعر النفط تقلب بشكل كبير في التسعينيات، ما جعل الحكومة تعتقد أنه يمكنها الاستمرار فى البيع بأعلى سعر. وقبل انهيار أسعار النفط، اعتمدت فنزويلا عليه لجلب 90 فى المائة من دخل البلاد، وتطالب المعارضة الآن بإقالة الرئيس نيكولاس مادورو لاتهامه بالمسؤولية عن تدهور الأوضاع، ويقول موقع "وول ستريت جورنال" الأمريكي، "إن هذا أدى إلى تراجع العلاقة التجارية مع فنزويلا، الأمر الذي أدى بدوره إلى نقص المنتجات، حتى إن الحكومة سعت عندما كان شافيز رئيسا إلى تعويض هذا التراجع بتخفيض العملة البوليفارية بشكل جذري، ليتسبب ذلك في تضخم وصلت نسبته 700 في المائة، فوقعت أزمة الغذاء التي باتت تهدد ليس فقط صحة الفنزويليين، بل أمنهم بعد انتشار أعمال الشغب والعنف".

مشاركة :