التحركات العسكرية في دلتا النيجر تثير مخاوف نيجيريا

  • 7/31/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعرب سكان منطقة دلتا النيجر التي تعد خزان الإنتاج النفطي في نيجيريا، عن قلقهم من انتشار قوة خاصة للجيش من أجل قمع تمرد جديد يهاجم منصات النفط وأنابيب الغاز. ولدى إعلانه عن هذا الانتشار هذا الأسبوع، طلب الجيش النيجيري من سكان المنطقة «ألا يشعروا بالذعر والخوف» إذا ما لاحظوا تحركات غير مألوفة للقوات و»عتاداً عسكرياً ثقيلاً». وأعلن الجيش أن «الهدف من هذه التمارين هو تدريب قواتنا الخاصة والوحدات الأخرى للجيش النيجيري على القيام بعمليات برمائية في مناطق ساحلية»، وأكد أيضاً أنه يريد استهداف «المجرمين ومنفذي عمليات الخطف والمتمردين والقراصنة» الناشطين في هذه المنطقة المليئة بالأنهار والمستنقعات. لكن عدداً كبيراً من زعماء المجموعات في هذه المنطقة الشاسعة الغنية بالنفط والتي تؤمن لأول اقتصاد في إفريقيا جميع عائداته تقريباً، يقولون: إن استخدام القوة لا يمكن أن يكون سوى تهديد للسكان، ويزيد من حدة الصراع مع تمرد «منتقمو دلتا النيجر» الذي ينشط منذ بداية السنة. وقد هاجم عناصر «منتقمو دلتا النيجر» منشآت نفطية لشركات أجنبية، مثل شل وشيفرون واكسون وإيني وتوتال، و»شركة النفط النيجيرية الوطنية» الرسمية أيضا، وأدى ذلك إلى تراجع الإنتاج، فيما تتراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، مما يؤثر على مالية الدولة. والنتيجة، هي تراجع العملة الوطنية النايرا أمام الدولار، وتسارع التضخم الذي بلغ مستوى قياسياً خلال 11 عاماً في هذا البلد الكبير الذي يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة، ويستورد جزءاً كبيراً من السلع الاستهلاكية. والقوات النيجيرية التي تقاتل مسلحي بوكو حرام في الشمال الشرقي، لم تشن عمليات عسكرية في دلتا النيجر منذ 2009، لدى البدء بتطبيق برنامج للعفو مع التمرد السابق لحركة ازدهار دلتا النيجر، ويتضمن تحويل المتمردين إلى القطاع النفطي. لكن إعلان السلطات عن انتهاء هذا البرنامج للعفو للعام 2018، تزامن بشكل مريب مع هجمات جديدة، تشن هذه المرة تحت راية «منتقمو دلتا النيجر»، وهي مجموعة غير معروفة، وتقول: إنها تقاتل من أجل انفصال هذه المنطقة النفطية الاستراتيجية. وقد سخر منتقمو دلتا النيجر الجمعة من الجيش النيجيري الذي أعلن أنه يستخدم تكنولوجيا جديدة ضد المتمردين الأشداء إذا ما استمر هؤلاء في رفض العرض لإجراء حوار من أجل السلام. وقال المتمردون في بيان: «السيد الرئيس، تستطيع أن تشتري كل ما تريده من الطائرات بلا طيار من أوروبا أو الولايات المتحدة، لكن ذلك لن يمنع منتقمي دلتا النيجر من تدمير اقتصاد نيجيريا». وأضاف المتمردون أن «أسوأ ما يمكنك القيام به هو أن تقتل الفقراء الأبرياء، وهذا ما يتقنه الجيش، لكن لا تنسى أن الاقتصاد النيجيري سيواجه كثيراً من الصعوبات»، مشيرين إلى أنهم لا زالوا قادرين على كسب شعبية في مناطق نفوذهم، إذا ما أسقط الجيش ضحايا بين المدنيين. من جهة أخرى، حذر سيرياك ديكسون حاكم إقليم بايلسا الذي يشهد هجمات هؤلاء المتمردين الانفصاليين، الرئيس النيجيري محمد بخاري هذا الأسبوع من استخدام القوة في منطقته، لأن المدنيين قد يدفعون ثمناً باهظاً. ونفى تومبولو أن يكون مخطط حركة منتقمي دلتا النيجر التي قد تكون، وفق هذا السيناريو، نسخة طبق الأصل عن حركة ازدهار دلتا النيجر. والأمر الأكيد، على إثر هذا التدخل الهادف للجنود في دلتا النيجر، أن سكاناً اتهموا الجنود بارتكاب تجاوزات والقيام بعمليات اغتصاب وتدمير منازل. وباختصار، لا يتوافر أي شيء لتهدئة اللعبة في هذه المنطقة الآساسية لتطور نيجيريا، أكبر بلد إفريقي من حيث عدد السكان.;

مشاركة :