بعض الدول التي لها مواقف عدائية مع الولايات المتحدة الأمريكية لم تستقبل الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) بحسن نية ولم تتعامل معها كما تتعامل مع أي منتج أمريكي آخر، بل استقبلتها بالمزيد من الشكوك والبحوث والدراسات الدقيقة وراحت تقيم ورشة عمل تلو أخرى يديرها مجموعة من الخبراء والمختصين في مجال التكنولوجيا، وجميعهم لم يستطيعوا أن يثبتوا أن هذه التكنولوجيا الكونية الحديثة ما هي إلا تكنولوجيا تجارية بحتة، وفي مجال الأمن القومي للدول المتقدمة ذات التصنيف الأول لا مجال لحسن النية حتى يثبت العكس بدليل علمي واضح وضوح الشمس، وحتى كتابة هذه السطور لم تصل الصين أو روسيا أو غيرها ممن ينافسون أمريكا على سيادة الكرة الأرضية ونهب خيرات الشعوب الأخرى، لم يستطيعوا الوصول إلى دليل قاطع أن الإنترنت تكنولوجيا أمريكية بريئة، بينما في المقابل يملكون عشرات بل مئات الأدلة أن هذا الإنترنت ما هو إلا سلاح استخباراتي أمريكي فتاك، استُخدم لسنوات طويلة من قبل رجال الاستخبارات الأمريكية حتى جعل عملهم الاستخباراتي أسهل وأجمل من وظيفة بائع في محل هدايا لا يدخله سوى أناس مبتسمة قلوبها عامرة بالحب وذكرى أحبة ينتظرون هداياهم، لذلك كله لم أستقبل فتوى التحذير من استخدام لعبة (البوكيمون) باستغراب أو تعجب أو إنكار مع تحفظي وتعجبي من سرعة بعض علمائنا وجرأتهم على الفتوى مع وجود نص صريح ينهى العلماء من الانبراء للفتوى، وقد كتبت في هذه الزاوية تكراراً ومراراً محذرة من الإفراط في استخدام الإنترنت وخصوصاً في بعض الجهات الحكومية الحساسة حيث لا حماية مضمونة من الاختراق، إن التحذير من لعبة (البوكيمون) به نسبة كبيرة من الصواب وخصوصاً للذين يعملون في أماكن أمنية حساسة هذا غير جهلنا بما تحويه أجهزة الاتصال الذكية من برامج تجسس يصعب كشفها حالها حال برامج الإنترنت قبل إطلاقها للعوام حيث لم يكن يدور في خلد أحد أن هناك أجهزة اتصال تحمل كاميرا تنقل كلَّ ما يدور بالصوت والصورة، لقد تطورت التكنولوجيا بشكل مذهل لا يمكن تصوره وبالذات فيما يخدم التسلّح وأمور التجسس بالغة الدقة، علَّ لعبة البوكيمون هذه تجعلنا نفيق وندرك خطورة هذه الأجهزة الذكية ومدى قدرتها على رصد كل شيء حتى وإن كانت مقفلة، وبالذات أصحاب القرار والعاملين في الأجهزة الأمنية يجب تصنيع أجهزة اتصال محلية ومنحها لهم ومنعهم من حمل هذه الأجهزة التي نعتبرها أجهزة اتصال وصانها يعتبرها أجهزة تجسس!
مشاركة :