أطفال يحرقون إطارات السيارات لحجب الرؤية عن سلاح الجوّ لقوات بشار وتخفيف حدّة الغارات. الناطق العسكري لـ "أحرار الشام" يعلن في بيانٍ مصوّر بدء المعركة قائلاً إنها تمتد مسافة 20 كيلومتراً يواصل مقاتلو المعارضة السورية الاثنين 1 أغسطس/آب هجوماً رئيسياً على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في جنوب غرب حلب في أول هجوم رئيسي لاستعادة أراض بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم عندما شدد الجيش وحلفاؤه الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بحلب الواقعة في شمال سوريا. حرق إطارات السيارات ويشارك في معركة كسر الحصار، مدنيون، بينهم أطفال، من الأحياء الشرقية في حلب، أحرقوا إطارات السيارات في محاولة للتشويش على طائرات ومروحيات القوات الحكومية من خلال دخان الحرائق. ونشر الناشطون صوراً وفيديوهات لحرق الإطارات، ولمدنيين يحتفلون في شوارع حلب الشرقية بنجاح هذه الاستراتيجية الجديدة، وبتحقيق فصائل المعارضة المسلحة بعض التقدم في المواجهات المستمرة مع القوات الحكومية. وقالت غرفة عمليات للمعارضة المسلحة تضم جبهة فتح الشام التي شُكلت حديثاً وأحرار الشام إن قوات المعارضة سيطرت على مواقع الجيش في المناطق الجنوبية الغربية التي تسيطر عليها الحكومة في حلب في الساعات القليلة الأولى من بدء المعركة لكسر الحصار الذي فُرض على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة. وأكد الجيش السوري في وسائل الإعلام الرسمية أن المعارضين المسلحين شنوا هجوماً لكنه قال إن مقاتليه صدوا المعارضين من قاعدة مدفعية تابعة للقوات الجوية ونفى سيطرة قوات المعارضة على مدرسة الحكمة. وأعلنت فصائل في المعارضة السورية الأحد 31 يوليو/تموز 2016 عن بدء معركة كبيرة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وتدور مواجهات عنيفة بينها وبين قوات النظام في مناطق متفرقة من جنوب، وجنوب غرب المدينة. وتحاصر قوات النظام منذ 17 يوليو/تموز الأحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة السورية. وقررت الفصائل المسلحة التي تضم مقاتلين من "الجيش السوري الحر" وفصائل إسلامية، شن هجوم في جنوب حلب على منطقة تتقاسم السيطرة عليها قوات النظام مدعومة بمقاتلين إيرانيين وآخرين من حزب الله اللبناني، وتمكنت القوات المهاجمة من تحقيق تقدم ميداني مع بدء المعركة. وأعلن الناطق العسكري لحركة "أحرار الشام"، "أبو يوسف المهاجر" -إحدى الفصائل المشاركة بالمعركة- في بيان مصور عن بدء المعركة التي قال إنها تمتد مسافة 20 كيلومتراً. ولفت إلى أن هدف المعركة فتح طريق آخر لحلب وفك الحصار عن المدنيين المحاصرين. تقدّم للمعارضة ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مصادر قالت إنها طلبت عدم الكشف عن هويتها لاعتبارات أمنية، أن "جيش الفتح" ( فصائل إسلامية معارضة) وفصائل من الجيش الحر، سيطرت على كتلة أبنية الحكمة وهي أحد أهم نقاط تمركز الميليشيات الشيعية في ريف حلب الغربي، إلى جانب سيطرتها على عدد من التلال وكتيبة الصواريخ التابعة للنظام، وقرية العامرية في ذات المنطقة. وأضافت المصادر أن هدف القوات المهاجمة الوصول إلى أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة وفك الحصار عنها، وبالتالي محاصرة قوات النظام في الجزء الخاضع لسيطرتها من المدينة. وبدورها نشرت "الجبهة الإسلامية" خريطة أوضحت فيها المناطق التي تقدمت فيها قوات المعارضة. مواجهات صعبة وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "المعركة ستكون طويلة وصعبة"، مضيفاً "أن الجيش يتلقى الدعم من عدد كبير من الإيرانيين ومقاتلين من حزب الله وطبعاً من الطائرات الروسية" التي تدعم قوات النظام منذ سبتمبر/ أيلول 2015. وذكر المرصد في موقعه على شبكة الإنترنت أن المواجهات تتركز في محور الراشدين الرابعة والخامسة ومنطقة مدرسة الحكمة جنوب غرب حلب، ومحوري الحويز والساقية وتلة المقبلة بريف حلب الجنوبي. من جانبها، قالت "الجبهة الإسلامية" في حسابها على "تويتر"، إن قوات المعارضة بدأت اقتحام مواقع قوات النظام السوري في سلسلة سواتر "السابقية"، وتلتي أًحد والمحبة جنوب حلب، مشيرةً إلى مقتل عدد من الجنود. وفيما رجّح المرصد سماع دوي انفجارات في محور مدرسة الحكمة ناجم عن تفجير عربتين مفخختين، قالت جبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) إنها "نفذت عمليتين استشهاديتين في المدرسة" على حد تعبيرها. حشد كبير للمعركة وقال أحمد الأحمد مسؤول العلاقات الخارجية في "فيلق الشام" (فصيل معارض انسحب من جيش الفتح مطلع العام الجاري)، إن "المعركة تمتد على جبهة بيلغ طولها 20 كيلو بدءاً من الريف الجنوبي الغربي للمدينة وتحديداً بلدتي الحويد والسالقية وصولاً إلى مداخل حلب الغربية بما فيها حيي الراشدين والزهراء فضلاً عن الأكاديمية العسكرية". وأضاف الأحمد أن "العملية تهدف إلى كسر خطوط دفاع النظام عن حلب وفتح طريق جديد للمدينة المحاصرة". وأوضح أن "التجهيزات كبيرة جداً لهذه المعركة وهي أضعاف ما تم حشده لمدينة إدلب قبل تحريرها (عام 2015)"، لافتاً أن "فصائل المعارضة دمرت دبابتين للنظام بعد وقت قصير من بدء العملية". وأشار إلى أن "فصائل المعارضة وأهالي مناطق ريف حلب أحرقوا كميات كبيرة من البلاستيك وإطارات السيارات على الطيران الروسي الذي يساند قوات النظام في هجماته". وتترافق المعارك العنيفة مع قصف جوي مكثف من قبل قوات النظام، بالإضافة لقصف مدفعي متبادل، وبحسب المرصد السوري فإن خسائر بشرية وقعت في صفوف الطرفين. ومنذ أكثر من 3 سنوات عملت قوات النظام السوري على فرض حصار على مناطق المعارضة في حلب العاصمة الاقتصادية لسورية، واستطاعت في 28 يوليو/تموز 2016 بسط سيطرتها على طريق الكاستيلو الاستراتيجي الذي كانت تستخدمه المعارضة. وفرضت قوات النظام السوري حصاراً مطبقاً على شرق حلب بعد قطعها لجميع طرق إمدادات المعارضة، ويعيش في تلك المنطقة ما لا يقل عن 300 ألف شخص. قصف متواصل وفي قلب مدينة حلب استأنفت قوات النظام قصفها لأحياء عدة من حلب الشرقية رغم إعلان موسكو والنظام السوري قبل ثلاثة أيام فتح "ممرات إنسانية" لإفساح المجال أمام المدنيين والمسلحين الذين يريدون تسليم سلاحهم الخروج من المناطق المحاصرة. وأعلنت وسائل إعلام النظام السبت أن عشرات العائلات المحاصرة خرجت في حين نفى سكان ومعارضون حصول ذلك. تحت الحصار ومازال ربع مليون مدني يعيشون في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب تحت الحصار بشكل فعلي منذ أن قطع الجيش الذي يدعمه مقاتلون مدعومون من إيران الطريق الأخير المؤدي إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في أول يوليو تموز. وسيطر الجيش بدعم من مقاتلين متحالفين معه وهجمات جوية من الطائرات السورية والروسية في الأسبوع الماضي على مناطق مهمة عند الطرف الشمالي من حلب حول طريق الكاستيلو الذي يؤدي للخروج من حلب وشمالا نحو تركيا. وسيطر الجيش والقوات الموالية للحكومة بشكل كامل على منطقة بني زيد عند الطرف الجنوبي من طريق الكاستيلو وحشد قوات للقيام بهجمات جديدة داخل المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم حتى الآن أكبر حملة عسكرية شنتها قوات المعارضة ضد القوات الحكومية التي يساعدها مقاتلون أجانب وخاصة مقاتلين تدعمهم إيران في حلب منذ تصاعد القتال في الأشهر الأخيرة. وقال المرصد الذي يتتبع العنف عبر سوريا إن القوات الجوية كثفت غاراتها على مواقع المعارضة في حي الراشدين وبستان القصر ومناطق أخرى بالمدينة. وقصفت الطائرات أيضا خان طومان الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في الريف الجنوبي لحلب
مشاركة :