هشام عبدالله.. نحات وجد ضالته في التصوير

  • 8/2/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مجدي عثمان (القاهرة) يأتي معرض «التجربة صفر» للفنان النحات هشام عبدالله، كفعل مضاف إلى مجاله الإبداعي الأول –النحت- وخطوة على طريق البحث عن ملامح خاصة في مجاله الثاني التصوير. وأن يأتي النحات بأعمال في مجال التصوير أو يأتي المصور بأعمال في مجال النحت، فهي تجربة معروفة عالمياً، فعلها بيكاسو وموديلياني وجوجان وغيرهم، لكنها ليست كثيرة في مصر، وليست حديثة أيضاً، فقد كان محمد بك حسن أول مراقب مصري للفنون الجميلة مصوراً ونحاتاً فذاً في آن واحد، وكانت هناك تجارب للنحات الرائد محمود مختار في مجال التصوير والرسم، ورائد فن الخزف المصري سعيد الصدر كان مصوراً، والنحات أحمد عثمان مؤسس كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية صاحب فكرة نقل معبد أبي سمبل قبل أن يغرقه الفيضان، كان رساماً ماهراً. يقول هشام عبدالله عن معرض «التجربة صفر» إنه ظل حلماً كبيراً وصعباً أن يجعل العمل الفني مثل الكتاب في انتشاره، ومن ثم في فلسفته وأصالته أيضاً.. لذا بقدر من الكبرياء وربما الغرور وشيء من اللامبالاة، قرر أن يلهو، وقد أطلق على هذا اللهو «عبقريتي الخاصة» وانتبه أنه كان مشغولاً طيلة الوقت أن يُترجم قراءاته، ويفعّل محصلته الثقافية إلى أعمال فنية، كل الأفكار في نظره شرارات لا يغيب وميضها. ويوضح عبدالله أن أسوأ ما يمكن أن يحدث لك هو أن تظل تركض وراء أفكارك التي لا تنتهي، ثم تكتشف فجأة وكأن الزمن مر بك كشهب خاطفة، حتى تجد نفسك شيخاً كبيراً، وإنك ستترك أفكارك التي تحتويها أعمالك لأناس ربما لن يدركوا معنى لذة المعاناة. والمعرض ليس الأول الذي يجمع فيه صاحبه بين مجالي النحت والتصوير، فقد أقام معرضه «ثنائية الكون» عن علاقة آدم وحواء في الأعمال المصورة والمنحوتات المجسمة، حيث يصف هشام عبدالله التصوير بالموسيقا، ويستمتع بالخوض في مجال التصوير، معتبراً أنه أكثر عفوية، وفي الوقت نفسه لا تقتصر أعماله النحتية على خامة واحدة، فهناك أعمال من الرخام الكرارة الأبيض، الذي يطعمه بالبرونز أحياناً، وهناك أعمال من خامة الخشب، وإن غلبت خامة البرونز على أعمال المعرض، ويصل بعض تلك الأعمال النحتية إلى ما يزيد على المتر ارتفاعاً. ولعل دراسة عبدالله الأكاديمية، وتدريسه للفن، أهلته للتعامل مع المنهج الجمالي، وخاصة مجاله الرئيس –النحت- بفكرة البحث والتجربة شكلاً وتقنية وخامة. أما عن سيطرة عنصر أو شكل «القارب» على أعمال هشام عبدالله التصويرية، فإنه يراها رحلة ممتدة، وتواصلاً مع العنصر الآدمي، فهو الرمز للعبور والرحلة والحركة، منذ المصري القديم وحتى لحظتنا الراهنة، وطريقة معالجته لمسطح التصوير تجعل الأشخاص كتلاً ملتحمة مع جسد المركب، وربما كان ذلك تأثراً بفن النحت، مجاله الأول، وفكرة تماسك الكتلة.

مشاركة :