جونسون.. اللغز المحيِّر أوروبيًا وعربيًا | عاصم حمدان

  • 8/1/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

* بعد استقالة ديفيد كميرون CAMERON من رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة على خلفية التصويت بأغلبية محدودة على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وهو الخيار الذي قاد كميرون حملته السياسية ضده، وخلفتْه في المنصب وزيرة الداخلية تيرزا ماي MAY التي قامت بحملة تغييرات وخصوصًا في المناصب الهامة مثل المالية والداخلية والخارجية. كان تعيين عمدة لندن السابق بوريس جونسون JOHNSON، وزيرًا للخارجية، وهو من قاد حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، موضع استغراب في داخل بريطانيا وخارجها، ففي الداخل البريطاني يعرف المهتمون بالشأن السياسي أن جونسون لا يملك الخبرة الكافية، فهو لم يكن أحد أعضاء حكومة كميرون الأولى والتي تحالف فيها مع الديموقراطيين الأحرار، ولا الثانية التي قادها بأغلبية ضئيلة لا تتجاوز (12) نائبًا برلمانيًا. كما أنه يفتقد للجاذبية أو الكاريزما المطلوبة لمن يشغل هذا المنصب، وفي الخارج أثار بتصريحاته غير المسؤولة غضب الحلفاء الأوروبيين والأمريكيين على حد سواء، كما أن حكومة رجب طيب أردوغان التركية لم تسلم من زلات لسانه، وقد حاول جونسون بعد زيارة خارجية له أن يخفف من وقع الانطباعات السلبية عن شخصيته قائلًا بأن عباراته اقتطعت من سياقها الأصلي وتم تحميلها ما لا تحتمل، وكما وصفه أحدهم بأنه «لغز» محيِّر أتت به رئيسة الوزراء لتضعه في مواجهة مع الاتحاد الأوروبي والقيام بخروج آمن من الاتحاد بأقل الخسائر الممكنة، فهو في الوقت نفسه لم تعرف آراؤه إزاء القضية الفلسطينية، فلقد كان عدد من وزراء الخارجية السابقين في مسيرتهم السياسية مؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني، ويمكن في هذا السياق الإشارة إلى بيتر كارنغتون والذي شغل منصب الخارجية في الحقبة الأولى لرئيسة الوزراء «مارجريت تاتشر»، وخلفه وزير آخر كان شديد الانتقاد للسياسة الإسرائيلية وهو فرانسز بيم PYM، كما تجدر الإشارة في هذا السياق لعدد من الشخصيات السياسية ذات الجذور اليهودية مثل مالكولم ريفكند RIFKIND الذي شغل هذا المنصب في حكومة جون ميجور MAJOR بعد استقالة تاتشر في عام 1990م، وديفيد بلانكيت BLUNKET الذي حلَّ في هذا المنصب الهام في حكومة «بلير» العمالية بعد صعوده لمنصب رئاسة الوزراء عام 1997م. * فهذه الشخصيات وسواها، محافظةً كانت أو عماليةً، كثيرًا ما استهدفها اللوبي الصهيوني داخل بريطانيا وخارجها، وكان يطلق عليهم مصطلح «المستعربون» أي المتعاطفين مع القضايا العربية، ولهذا لابد للمؤسسات العربية والإسلامية خصوصًا داخل بريطانيا من محاولة التأثير الإيجابي على شخصية جونسون البعيدة كل البعد عن الصراع العربي-الإسرائيلي، فكثيرًا ما تسابق اللوبي اليهودي على كسب أصوات الشخصيات المؤثِّرة في السياسة البريطانية لجهة الاهتمام البريطاني بهذه القضية العادلة للشعب الفلسطيني ومعاناته الإنسانية.

مشاركة :