تحدث رئيس مكتب وكالة رويترز السابق في بغداد نيد باركر، عن التقدم الذي تحققه القوات العراقية المدعومة بنحو 4600 جندي أميركي أمام تنظيم «داعش» الإرهابي، ولكن باركر أكد في مقابلة مع موقع «كاونسل أوف فورين ريلاشن»، أن هذا التقدم لن يكون له أي قيمة، إذا لم تتمكن الحكومة العراقية من فرض حكم القانون في الأراضي التي تحررها. وفي ما يلي نص المقابلة: ■تقوم الحكومة العراقة بإعداد حملة لتحرير الموصل والقضاء على تنظيم «داعش»، هل تفكر بغداد بطريقة لهزيمة التنظيم بصورة غير عسكرية، أي عن طريق معالجة الأسباب التي أدت إلى ظهوره؟ ■■ليس هناك إجماع حول ما ستؤول إليه الدولة الآن، فالسنة في حالة ضياع، لأن أغلبية العراقيين السنة هُجروا من بيوتهم ودمرت مساكنهم نتيجة الحرب، في حين فقد قادتهم صدقيتهم. ويتقاتل الشيعة في ما بينهم للسيطرة على الدولة، وتقوم الميليشيات الشيعية بتحدي الدولة. ■كيف تبدو الحياة في المدن ذات الأغلبية السنية، التي تم تحريرها من «داعش»؟ • «رئيس الحكومة العبادي ضعيف جداً وهو يبذل ما بوسعه من أجل البقاء، والجيش تعداده غير كافٍ لفرض قرارات الحكومة». ■■لم تتمكن الحكومة من تأسيس حكم القانون في شتى أنحاء العراق، وثمة قوات موازية للدولة موجودة في كل مكان، وليس هناك من يشعر بالأمان، فقد تم تحرير الرمادي في ديسمبر الماضي، وبعد مرور ستة اشهر يقول سكان المدينة إنه لم يتم القيام بأي جهد مقنع لجعل السكان يعيشون بصورة لائقة وآمنة. ■هل يملك رئيس الحكومة حيدر العبادي الوسائل لإعادة هيبة الدولة، أم أن ذلك غير ممكن من الناحية البنيوية؟ ــ لا أدري من نقصد عندما نقول الدولة؟ إذ إن رئيس الحكومة العبادي ضعيف جداً، وهو يبذل ما بوسعه من أجل البقاء، وإذا كنا نقصد الجيش فإن تعداده غير كافٍ لفرض قرارات الحكومة، ومن المعروف أن الميليشيات مجتمعة أقوى بكثير من الجيش، الذي يرى أنه أضعف من الميليشيات التي يتمتع معظمها بدعم من يرعاها من السياسيين الأقوياء في إيران. ■يقول مجلس اللاجئين النرويجي إن نحو 3.3 ملايين عراقي هم من اللاجئين داخل البلاد، أي أكبر من العدد الذي كان عليه إبان الحرب الأهلية في الفترة بين 2006 و2007، بينما تتواصل الحملات العسكرية ضد «داعش» فما هو مستقبل عودة هؤلاء اللاجئين إلى بيوتهم؟ ■■بعد انهيار الجيش أمام هجوم «داعش»، قامت الميليشيا الشيعية للدفاع عن السكان الشيعة وحماية بغداد، وشاهدنا توسع سيطرة الشيعة في العراق، حيث دمجت الميليشيات الشيعية سيطرتها على مناطق مختلفة باعتبارها كانت تبدو مراكز أو ملاجئ آمنة للتنظيم الإرهابي، كي تشن هجماتها ضد بغداد والمناطق الاستراتيجية الأخرى. وكانت مدينة سامراء في شمال بغداد ذات أغلبية سنية، بيد أنها تحوي ضريحاً شيعياً مقدساً، فأصبحت الآن تحت سيطرة الشيعة، وكانت الفالوجة مركزاً للهجوم ضد بغداد، الأمر الذي دفع الشيعة إلى التمدد حول الفالوجة قبل عامين. وهناك وجود شيعي قوي جنوب بغداد حالياً، وبناء عليه فإن السنة لا يشعرون بالأمان في المناطق التي يسيطر عليها الشيعة.
مشاركة :