عشية انعقاد جلسات الحوار الوطني غداً، والرامية إلى بلورة توجهات أساسية لمعالجة الأزمات المستعصية، وقعت 138 شخصية لبنانية «عريضة وطنية لحماية الدستور والطائف» وهي رسالة مفتوحة إلى هيئة الحوار. وأشار الموقعون على هذه الرسالة التي حملت عنوان «النداء - التحذير» إلى أن «مشكلات العيش المشترك ودولتِه في لبنان بعد الحرب ليست ناجمة عن طبيعة العقد الوطني المكرّس باتفاق الطائف والدستور، كما يدّعي البعض أو يتوهّم، بل هي ناجمةٌ عن مخالفتهما المتمادية منذ بداية الوصاية السورية وفي ما بعدها حتى اليوم، أكانت تلك المخالفة بقرار سوري، أو سوري- إيراني مشترك، أو جرّاء عجز القوى الاستقلالية عن التمسُّك بهما نصاً وروحاً، وخضوعها لابتزازاتٍ متلاحقة تحت تهديد السلاح غير الشرعي، لا سيما في المرحلة التي أعقبت انتفاضة الاستقلال وانسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان (أبريل) 2005». ولفت الموقعون إلى أن «الساعين، بطريقة أو بأخرى، صراحةً أو مواربةً، إلى إلغاء اتفاق الطائف وتعديل الدستور، من طريق مؤتمر تأسيسي جديد لصيغة العيش اللبناني المشترك، إنما يطالبون بإلغاء أو تعديل شيء لم يطبّق حقاً في أيّ وقت، وينادون بشيء آخر ليس من شأنه أن يضع البلاد إلا على حافة حرب أهلية جديدة، خصوصاً في ظلّ الفوضى المستحكمة بمصائر شعوب المنطقة العربية، والتشويش المسيطر على عقول معظم الطبقة السياسية اللبنانية، بالإضافة إلى عجزها المُهين عن الاستجابة لبديهياتٍ دولتيّة ودولية». ولاحظت الرسالة أن «المحرِّكين الأساسيّين لهذا السعي المجنون إنما يريدون تفصيل شيء على قياسهم و»قبل فوات الأوان»، مستغلّين موازين قوى ظاهرية وعابرة يرون أنها لمصلحتهم، ويتبعهم آخرون أضاعوا بوصلة المعنى الذي قام عليه لبنان. وهو قوّة التوازن لا ميزان القوى المتغيّرة». ولفتت إلى أن «المفارقة المؤسفة أن هؤلاء يحكمون ارتجالاً ومُسبقاً على المنطقة بالخراب السياسي وبالتغيير لصالح العصبيّات المتناحرة والتغوُّل الإيراني، فيحاولون التكيُّف غرائزياً مع الآتي من وجهة نظرهم، فيما نعتقد ونلاحظ أنّ أي تسويةٍ يمكن أن ترسو عليها المنطقة لا بدّ أن تهتدي بالنموذج اللبناني الذي يمثّله اتفاق الطائف وليس العكس»، مطالبين «بالعودة إلى معنى لبنان، لا مغادرة هذا المعنى». والموقعون هم: نواب حاليون وسابقون وسياسيون ومحامون ومهندسون وأطباء وأكاديميون وإعلاميون، وديبلوماسيون وعسكريون متقاعدون، إضافة إلى عدد من الناشطين في مجالات مختلفة.
مشاركة :