هدف الجيش العراقي تحرير الشرقاط قبل الموصل

  • 8/2/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يفر الآلاف من مدينة الشرقاط الخاضعة لسيطرة «داعش» تحسباً لهجوم الجيش عليها قبل الحملة على الموصل الواقعة على مسافة 100 كيلومتر إلى الشمال منها. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي تعهد أن يسترد هذه المدينة بحلول نهاية العام الجاري. سلط ما حققته القوات العراقية من مكاسب في الآونة الأخيرة على حساب الإرهابيين الضوء على هذا الهدف، على رغم أن المنتقدين مازالوا يشككون في جاهزية الجيش للمعركة وما قد يحدث فيها بعد التخلص من «داعش». وفر أكثر من 33 ألف شخص من الشرقاط في اتجاه الجنوب، خلال الشهرين الأخيرين، على ما أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومسؤولين أمنيين محليين. وتعد السيطرة على الشرقاط وبلدة القيارة القريبة أمراً ضرورياً لحماية قاعدة القيارة الجوية التي تم استردادها في الآونة الأخيرة والتي يمكن القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة استخدامها كمركز للدعم اللوجستي لعملية الموصل. وسيساهم حوالى 560 جندياً أميركياً في إصلاح القاعدة التي لحقت بها أضرار جراء القتال وعمليات التخريب التي نفذها التنظيم، وذلك للسماح بانضمام آلاف من القوات العراقية إلى الحملة الرئيسية لتي يمكن أن تبدأ أواخر أيلول (سبتمبر) المقبل. وقالت مصادر في «الحشد الشعبي» إن مقاتليه انتقلوا إلى مشارف الشرقاط الأسبوع الماضي ثم انسحبوا. وأكدت مصادر أمنية أن قوات مكافحة الإرهاب والتي قادت المعارك الأخيرة ضد «داعش» ستقود الهجوم على الشرقاط. وامتنع مسؤولون عسكريون عن مناقشة توقيت العملية واكتفوا بالقول إنها ستتم «قريباً». وفي مقابلة تلفزيونية أذيعت أمس رفض وزير الدفاع خالد العبيدي التأكيد أن تلك العملية ستسبق معركة الموصل، لكنه قال إن ما تحقق من تقدم في الآونة الأخـيرة أدى إلى عزل الشرقاط والحويجة الواقعة إلى الشرق، عن بقية الأراضي التي يسيطر عليها «داعش». وقد اشترك الجيش والشرطة و «الحشد الشعبي» في طرد الإرهابــــيين مما لا يقل عن نصف مساحة الأراضي التي استولوا عليها. وكان التنظيم اســـــتولى على حوالى ثلث العراق عام 2014. كمـــا تحاصر القوات الــــحكومية الحويجة التي يقول مسؤولــــون عسكريون إنها أقل أهمية استراتيــــجية من معركة الموصل. وكان مسؤولون حذروا من كارثة إنسانية، إذ يواجه السكان صعوبات في الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية. وقال قائد الشرطة في محافظة صلاح الدين التي تقع فيها الشرقاط، إن الآلاف في مناطق قريبة أصبحوا محاصرين بين مسلحي التنظيم وقوات الأمن. وتم نقل نازحين إلى معسكر تديره الحكومة قرب بلدة حجاج الواقعة على مسافة 80 كيلومتراً تقريباً، جنوب الشرقاط، حيث أقيمت خيام في الصحراء يفصل فيها الرجال عن النساء والأطفال لإجراء فحص أمني. وانضم هؤلاء إلى أكثر من 3.4 ملايين شخص نزحوا عن ديارهم في مختلف أنحاء العراق. وتقول السلطات إن مئات الآلاف عادوا إلى بيوتهم في المناطق التي استعيدت. وأعلنت الأمم المتحدة أن الهجوم الرئيسي على الموصل قد يؤدي إلى نزوح مليون شخص آخرين، ما يزيد الضغط على الحكومة التي تواجه عجزاً في الموازنة ناجم عن تراجع أسعار النفط. وروى نازحون من الشرقاط حكايات عن الأسعار المغالى فيها ونقص السلع الأساسية في ظل حكم «داعش». وقال فياض ضرغام «مات أطفال بسبب نقص الحليب. ولم تكن مياه الشرب متاحة. واضطررنا للشرب من ماء النهر وكانت قذرة». ووصف آخرون كيف فرض الإرهابيون تفسيراتهم للشريعة على السكان. وقال عمر أحمد وهو يقف في انتظار الفحص الأمني: «لم يكن من الممكن أن تخرج من بيتك. كان يجب أن تكون دشداشتك (ثوبك) قصيرة وذقنك طويلة. ولم يكن في وسعك أن تدخن السجائر. فكل سيجارة بخمسين جلدة».

مشاركة :