الخمول والكسل من الظواهر الشائعة في مجتمعنا للأسف الشديد، فكثير من فئات المجتمع يفضل الراحة والكسل على الحركة والنشاط، وقد ساهمت الأوضاع الاقتصادية والتطور التقني في لعب دور كبير في رفع مستوى الخمول لدى الأفراد فبعض البيوت أصبحت ممتلئة بالشغالات والسائقين الذين يقومون بمعظم المهام ومعظم العاملين تجدهم في وظائف مكتبية لا تساعد على الحركة كما إن كثير من الأجهزة الإلكترونية أصبحت تعمل عن بعد مما ساهم ليس فقط في الخمول البدني بل وفي زيادة الوزن أيضًا والشعور بعدم القدرة على مواصلة العمل في كثير من الأحيان إضافة إلى الإصابة بالخمول الذهني. إحدى الدراسات التي أجريت على مليون شخص حول العالم أفادت بأن كلفة عدم القيام بنشاط بدني يكلف الاقتصاد العالمي 67.5 بليون دولار سنويًا، من حيث تكاليف الرعاية الصحية والخسائر الإنتاجية، وقد أفاد الباحثون بأن أسلوب الحياة التي يخلو من النشاط مرتبط بزيادة أخطار الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان، وأن ممارسة بعض الأنشطة الرياضية كالمشي السريع قد تقي من احتمالات الموت المبكر والمرتبط بالجلوس لثماني ساعات أو أكثر يوميًا كما أن التمارين لمدة ساعة يوميًا يمكن أن تخفف الكثير من تلك الخسائر الاقتصادية على المستوى المحلي والدولي. في كثير من الدول في الخارج نرى منهج الحياة يقوم بشكل أساسي على الحركة فالصغار والكبار يمارسون الرياضة كجزء أساسي من البرنامج اليومي وخصوصًا في الصباح الباكر كما أن لدينا اليوم أخذت ثقافة الرياضة في الانتشار بشكل جديد وذلك من من خلال المراكز الصحية والرياضية ومراكز كمال الأجسام والتي تروج لخدماتها وأصبحت تلعب دورًا بارزًا في تشجيع أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة، وتشير التقديرات العالمية إلى أن قلة الحركة تسبب أكثر من 5 ملايين حالة وفاة سنوياً، ولكن بعض الباحثين لتلك الدراسة يؤكد بأنه «ليس من الضروري أن تمارس الرياضة أو أن تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، ولكن من الضروري أن تمارس رياضة المشي أو ركوب الدراجة لمدة ساعة يومياً». زحمة العمل والانشغال ببعض الاجتماعات وبعدها الارتباطات العائلية لا تتيح الفرصة لبعض الأشخاص ممارسة أي نوع من أنواع النشاط الرياضي أو الحركة مما تجعله ليس فقط عرضة للخمول والكسل بل وللإصابة أيضًا في حال اضطر للقيام بأي نشاط جسدي، كما أن القيام بالنشاط الحركي لا يكون له أثر إيجابي جسدي فقط بل وحتى على الجانب النفسي إذ يساهم في تفريغ الشحنات والضغط النفسي الذي قد ينشأ أثناء العمل. الدراسات تؤكد أيضًا أن الأشخاص الذين يجلسون ثماني ساعات يوميًا لكنهم يمارسون نشاطًا في المقابل، هم أقل عرضة لخطر الموت المبكر مقارنة بالأشخاص الذين يمضون ساعات أقل في الجلوس لكنهم أقل نشاطاً، ومع إيماننا الكامل بأن الأعمار بيد الله إلا أن في الحركة بركة دائمًا. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :