متابعة: معن خليل كانت الصور التي تناقلتها الصحف البرازيلية في الأيام الأخيرة لنجم كرة القدم السابق أدريانو وهو يحمل سلاحاً مع شخص آخر من إحدى العصابات الشهيرة في مدينة ريو دي جانيرو صادمة لعالم اللعبة ومحبي اللاعب الكثر الذي أبدع مع فريق إنتر ميلان الإيطالي وقاد منتخب بلاده إلى لقب كوبا أمريكا عام 2004، لكنه سلك في السنوات القليلة الماضية طريق السوء ليتحول إلى حياة المخدرات والملاهي ويخسر كل ثروته وهو الذي كان يتقاضى في فترة ما ما يصل إلى 80 ألف جنيه استرليني أسبوعياً. ورغم أن اللاعب الذي لقب ب الإمبراطور يبلغ من العمر الآن 34 عاماً، إلا أن نهاية مشواره الكروي جاءت مبكرة بسبب اختياره الطريق الخطأ، وليسقط من قمة المجد إلى الهاوية وليعود إلى الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو بحماية عصابة القيادة الحمراء. ويعد أدريانو مثالاً جديداً لنجوم آخرين سبقوه في الشهرة وانتهى بهم الأمر في الحضيض حيث صرفوا الأموال الطائلة التي جنوها خلال مسيرتهم الكروية من خلال تعاطيهم المخدرات وعشقهم لحياة الليل والقمار وما شابه. وفي حين استفاد لاعبون من شهرتهم في كرة القدم ليصنعوا مجدهم ويصبحوا شخصيات اقتصادية ورياضية واجتماعية لها وزنها حتى بعد الاعتزال، إلا ان آخرين سقطوا في المحظور، من بينهم أسماء كانت الجماهير تتغنى بها وتعتبر قدوة فنية لكثيرين. وربما ان الصور التي ظهر بها أدريانو تبقى أقل قساوة عن الحالة التي أصبح عليها الآن نجم كرة القدم الإنجليزية السابق بول غاسكوين، الذي نشرت له صحيفة الصن البريطانية في يونيو/ حزيران الماضي عدة لقطات وهو ينزل من سيارة أجرة بثياب النوم ودون حذاء ويبدو في حالة يرثى لها. وفقد غاسكوين كل شيء بعدما عانى من تعاطي الخمور والمخدرات ولعب القمار ولطالما دخل مصحات في السنوات الأخيرة دون أن يرتدع .من كان ينظر إليه في التسعينات انه أحد أفضل من أنجبتهم كرة القدم الإنجليزية موهبة على الإطلاق. ولعب غاسكوين في مسيرته لأندية كبيرة مثل توتنهام ونيوكاسل يونايتد وإيفرتون في إنجلترا ورينجرز غلاسكو الأسكتلندي ولاتسيو الإيطالي، إلا أن الأموال التي جناها بدأ يخسرها تباعاً، وأدى إدمان الكحول إلى تدمير حياته الرياضية، حيث أصيب بالاكتئاب واعتقل أكثر من مرة لاعتدائه على زوجته وصحفيين وأعلن في 2014 إفلاسه بعدما خسر 17 مليون جنيه إسترليني في سنوات قليلة وتم طرده من منزله. ومن شاهد نهائي كأس العالم عام 1990، بالتأكيد سيأتي على ذهنه سريعا تسديدة أندرياس بريمه من ركلة جزاء التي أهدت ألمانيا لقب المونديال على حساب الأرجنتين. كان أندرياس بريمه أعظم مدافع عرفته كرة القدم من ناحية قدرته على تسديل الأهداف وهو سجل 65 هدفاً في تاريخ مسيرته التي انتهت عام 1998 بعدما لعب لمنتخب ألمانيا وفرق بايرن ميونيخ وكايزرسلاوترن وإنتر ميلان الإيطالي وسرقسطة الإسباني، كما اتجه إلى عالم التدريب قبل أن يختم مسيرته في 2006، حيث كان شتوتغارت آخر فريق أشرف عليه. لكن شهرة بريمه والأموال التي نالها لم تشفع له حيث مر بأزمة مالية عاصفة جعلته قبل سنتين يلجأ للعمل في تنظيف المراحيض. وعانى بريمه بسبب إدمانه من الديون ليجبر على بيع منزله، ولكن حسن حظه أن رفاقه السابقين ونجوم ألمانيا أطلقوا حملة لمساعدته مادياً. وهناك من كان أكثر شهرة من أدريانو وغاسكوين وبريمه، ومات بطريقة لا تليق بمن كان يوماً ملكاً على عرش كرة القدم، وأبرزهم الإيرلندي جورج بست والبرازيلي غارينشيا. يقال إن بريطانيا على مر تاريخها لم تنجب لاعباً مثل الإيرلندي جورج بست الذي قال عنه الأرجنتيني الأسطورة دييغو مارادونا أنه كان ملهمه في صغره، حيث كان ما يفعله في الكرة لا يصدق، أما الملك البرازيلي بيليه فلم يجد عبارة ليمتدحه سوى القول عنه انه أعظم لاعب في التاريخ، أما بلده إيرلندا فلقد أطلق اسمه على مطار، لأنه بكل ببساطة أشهر من وطئت قدمه ترابه. لكن ذلك الموهوب ابتلى منذ شبابه باحتساء الكحول، إلى درجة أنه كان يأتي إلى التدريب ثملا، لعب لمانشستر يونايتد وأصبح أفضل من يرتدي الرقم 7 في تاريخ النادي العريق، كسب الكثير من المال، لكن شهرته وجماله كانا وبالاً عليه، حيث بدأ أفضل لاعب في أوروبا عام 1968 يخسر كل شيء تدريجياً إلى درجة أنه تنقل في أواخر مشواره الكروي في أندية من الصف الثاني في جنوب إفريقيا وأستراليا وإيرلندا أمريكا. الكحول دمرت حياة جورج بست تماماً وتوفي سنة 2005 بسبب التهاب في الرئة، نتيجة إدمانه، لكنه ترك وصية لصديقه اللاعب الشهير الآخر الإنجليزي بوبي تشارلتون عندما قال له عندما زاره في المستشفى: لقد خذلت جسدي فخذلني في النهاية، لا تمت مثلي يا بوبي. كانت رسالة جورج بست مؤثرة وهي موجهة لكل نجم سلك هذا الدرب الذي أدى إلى دماره، لكن يبدو أن البرازيلي أدريانو الذي كان يشهد قمة مجده في سنة موت جورج بست عام 2005 لم يتعظ، فعاد إلى الأحياء الفقيرة ليمارس حياة العصابات ويصبح طريداً للعدالة، رغم أنه كان خارج هذا الكار إمبراطوراً في عالم كرة القدم. المخدرات دمرت موهبته غارينشيا.. بهجة شعب البرازيل مات معدماً قصة البرازيلي غارينشيا لا تشبه غيره من اللاعبين، فهو أسطورة حقيقية يرى البعض ممن عاصر فترته أنه أفضل من بيليه وأكثر موهبة، ولكن من سوء حظه أنه دمر حياته بنفسه عبر المخدرات والكحول، ليموت عام 1983، عندما كان عمره يناهز 49 عاماً. كان غارينشيا معشوق البرازيليين الأول وهو ساهم بشكل كبير في قيادة منتخب السامبا للفوز بكأس العالم عامي 1958 - 1962، كما كان أحد أساطير نادي بوتافوغو وأطلق عليه عدة ألقاب من بينها بهجة الشعب، والملاك صاحب الساقين الملتويتين بسبب التشوه الخلقي المتمثل باعوجاج في الركبتين نحو الخارج واعوجاج أيضا في العمود الفقري وحتى الحوض كان مائلاً بوضوح نحو الشمال. كان غارينشيا خجولاً وغريب الأطوار، بحسب حفيدته، وقع عقوداً على ورقة بيضاء وانتهى به الأمر بأن يكون أفقر لاعبي بوتافوغو. غارينشيا الذي كان يملك عقل طفل لا يتجاوز الثامنة من العمر حسب الأطباء النفسانيين، بدأ يكثر من الخروج إلى الملاهي الليلية، وغاب عن التدريبات ثم أدمن الكحول وانفصل عن زوجته وأولاده، معلنا بذلك بداية نهاية نجوميته. حاول غارينشيا العودة إلى أجواء المنافسة في مونديال إنجلترا 1966، إلا أن البرازيل خرجت من الدور ربع النهائي بانهزامها أمام بلغاريا (1 - 3)، فكانت أول هزيمة لغارينشيا في صفوف المنتخب خلال 41 مشاركة في صفوفه، وكانت كذلك آخر ظهور له بالزي الذهبي. وتواصل بعد ذلك مسلسل تدهوره ثم أصيب بمرض صدري وخضع لعملية جراحية في الركبة، لينتهي الطفل العملاق في براثن الكحول والبؤس، قبل أن يموت عام 1983 في أحد مستشفيات ريو دي جانيرو، تاركاً عنه ذكرى جميلة كلاعب، وسيئة كمستهتر ومدمن وجد في أكثر من مرة قرب حاويات الزبالة. الموبقات تهزم رامبو زمانه كان كريستيان فييري رامبو زمانه في الكرة الإيطالية في التسعينات، وهو كان الأكثر ثراء من باقي اللاعبين بالنظر إلى قيمة صفقات انتقاله العالية والقياسية، إضافة إلى أنه ينتمي لعائلة غنية تعمل في سوق العقارات. وذهب فييري الذي لقب برامبو بالنظر إلى ضخامة جسمه ضحية الإدمان والكحول والقمار ولعب البوكر ما اضطره إلى بيع كامل ممتلكاته، وبخاصة الشركة العقارية الكبرى التي كان أنشأها مع والدته، وخسر 16 مليون يورو تقريباً. لكن من حظ فييري أن عائلته وقفت الى جانبه، وهو أعلن مؤخراً أنه سيلعب مع أحد فرق الدرجات السفلى في الصين.
مشاركة :