أبدى صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة تفهمه لسعي بعض المواطنين لامتلاك أراض بحجة أنها مملوكة لآبائه وأجداده وعائلته، مثمنا للبعض انتهاج أساليب نظامية وإبراز مملكاتهم دون تعريض نفسه أو محارمه وأطفاله لمواقف محرجة لا تقبلها المروءة وتتعارض مع قيم المجتمع ومبادئ الدين، مؤكدا أن الأراضي العامة ليست ملكا خاصا لجيل واحد وإنما هي مساحات وطنية لتأسيس بنى تحتية ومشاريع سكنية وخدمية للمواطنين جميعا بالتساوي. وتحفظ الأمير مشاري في حديث إلى حضور مجلسه الأسبوعي مساء اول أمس، حضرته «عكاظ»، على من يتدرع بزوجته وأطفاله عند قيام الجهات المختصة بإزالة إحداثات أو تعديات وتصويرها عبر وسائل التواصل ليظهر للمجتمع والمسؤولين، أن مسؤولي المنطقة قساة في تطبيق النظام، لافتا إلى أن شعاره عند تطبيق النظام الموازنة بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة وتحقيق تطلع المواطنين قدر المستطاع، مشيرا إلى أنه أصدر تعليمات بايصال الكهرباء لبعض المنازل لتفهمه ظروف بعض الأسر التي لا تملك أرضا وليس لديها مملكات شرعية. وثمن أمير الباحة لمشايخ القبائل والعرفاء والمواطنين تعاونهم مع الجهات الحكومية في تطبيق الأنظمة دون إضرار مباشر بالمواطن ودون إخلال بمفهوم المصالح العامة المحققة لتنمية شاملة يستفيد منها الجميع، مستحضرا تسليم وزارة الإسكان عشرة مواقع لتنفيذ مشاريع إسكان في السراة وتهامة والبادية. وأضاف سموه لا مناص من تطبيق النظام على الجميع، متمنيا تفعيل مفهوم قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان). من جانبه أثنى رئيس محكمة الاستئناف في منطقة الباحة الشيخ عبدالله بن أحمد القرني على حديث سمو أمير المنطقة، وأوضح أن الحقوق الخاصة مكفولة في بلادنا وفق منهج العدل والإحسان، مؤكدا أن تحديد الإحياء بما قبل عام 1387هـ يعطي مجالا لاثبات الحقوق الخاصة بالطرق القضائية المتعارف عليها ويحمي الأملاك العامة من نهم وطمع البعض، موضحا أن القضاء لا يسمح بالإحياء دون إذن ولي الأمر مع مراعاة حيثيات الإحياء النظامية، واصفا الإحياء الشخصي والاجتهادي بالاعتداء وإن استند البعض إلى حديث (من أحيا أرضا ميتة فهي له).
مشاركة :