اختفاء 402 ملف من الأرشيف الوطني البريطاني - خارجيات

  • 8/4/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشف النقاب أمس، عن اختفاء ما يزيد على 400 ملف من ملفات الحكومة البريطانية، التي كانت سرّية، وأفرج عنها بعد تقادم الزمن، ووضعت في الأرشيف الوطني في حي كيو غرب لندن، منها ملفات تتعلق بالسياسة البريطانية في الشرق الأوسط، وتحتوي على معلومات ووثائق ذات قيمة كبيرة، حول التعاون العسكري والنووي بين بريطانيا وإسرائيل، ووثائق يعود تاريخها إلى عام 1918، تتعلق بمخطط لتطوير مدينة القدس. واعترفت إدارة الأرشيف الوطني باختفاء 402 ملف، منذ مطلع يناير 2012، موضحة أن «عملية تحقيق واسعة تجري لمعرفة الكيفية التي اختفت بها هذه الملفات، ومنها 60 ملفاً من ملفات وزارة الخارجية و40 ملفاً من ملفات وزارة الداخلية و6 ملفات تابعة لرئاسة الوزراء». وتابعت الإدارة أن «أحد الملفات اختفى ويعود تاريخه إلى عام 1979 وعنوانه (التعاون العسكري والنووي الخفي مع إسرائيل)». وكان وزير الطاقة البريطاني السابق توني بن، الذي شغل عام 1975 منصب وزير الطاقة في حكومة هارولد ويلسون، كشف عام 2006 أن بريطانيا زوّدت إسرائيل سراً، ومن دون علمه، بالبلوتونيوم والماء الثقيل، الذي استخدمته إسرائيل في تطوير برنامجها النووي وإنتاج قنابل نووية، الأمر الذي أثار ضجة عالمية واسعة، وأضر بمصداقية الحكومة البريطانية التي شنت حملة واسعة ضد البرنامج النووي الإيراني، وأظهرها أنها تتعامل بمكيالين في مجال الطاقة النووية. وتوفي بن عام 2014، ولم يُعرف ما إذا كان اطلع على الملف الذي اختفى وأفرج عنه عام 2009 ووضع في الأرشيف الوطني قبل وفاته. ويُخشى أن تكون وثائق الملف تحتوي على معلومات خطيرة في شأن التعاون النووي البريطاني مع إسرائيل وأن تكون خطورتها سبباً وراء اختفاء الملف. يُشار إلى أن المهندس الإسرائيلي موردخاي فعنونو، الذي عمل خبيراً في الفرن الذري الإسرائيلي في ديمونا في النقب وفر من إسرائيل إلى الخارج، كشف عام 1986 لصحيفة «صانداي تايمز»، عن امتلاك إسرائيل لقدرات نووية تكفي لإنتاج ما بين 100 إلى 200 رأس نووي، فجرى اختطافه من لندن ونقله إلى إسرائيل عن طريق إيطاليا، حيث جرت محاكمته بتهمة الخيانة العظمى، وحكم عليه بالسجن لمدة 18 سنة، وجرى الإفراج عنه عام 2004 شرط أن يمتنع عن التحدث إلى وسائل الإعلام، حيث غيّر دينه واعتنق الديانة المسيحية وأقام في القسم الشرقي من مدينة القدس، الذي احتلته إسرائيل عام 1967. أما الملف الآخر المتعلق بفلسطين، الذي اعترفت إدارة الأرشيف الوطني باختفائه، فيعود تاريخه إلى عام 1918، وهو العام الذي احتلت فيها بريطانيا فلسطين، بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، ويحتوي على وثائق ومخططات لتطوير مدينة القدس، التي دخلها الجيش البريطاني في ذلك العام، بقيادة الجنرال أللنبي. وضع المخططات الموظف البريطاني السير ويليام ماكلين، وهو مهندس مدني بريطاني معروف في حينه، والهدف منها العمل على صيانة البلدة القديمة في القدس والمحافظة على الآثار التاريخية فيها. ويتضمن الملف 23 صورة فوتوغرافية للمخططات، من بينها صورة بانورامية لجبل الزيتون، ومناظر أخرى من داخل القدس وضواحيها. ومع أن إدارة الأرشيف لم تذكر شيئاً عن كيفية اختفاء الملف ومن يقف خلفه، إلا أن أصابع الاتهام تتجه نحو إسرائيل، التي باشرت عام 1967 بتهويد القدس، ويخشى أن يكون السبب وراء اختفاء الملف، محاولة إسرائيل إخفاء ما ارتكبته من الجرائم والاعتداءات على معالم القدس وآثارها التاريخية العربية وخروقاتها للقانون الدولي في هذا الخصوص.

مشاركة :