عصام أبو القاسم (الشارقة) شاركت الكاتبة الإماراتية عائشة العاجل، إلى جانب عدد من الكاتبات والكتّاب الشباب، في محترف إبداعي نظمه في وقت سابق برنامج دبي الدولي للكتابة، ونجحت في إنجاز أول نص سردي لها ضمن ذلك المحترف تحت عنوان «عودة ميرة»، الصادر أخيراً عن دار قنديل للنشر والتوزيع في دبي ودار الفارابي للنشر في بيروت. الكاتبة التي عُرفت كإعلامية وكاتبة مقالات صحفية، كان سبق لها أن أنجزت مجموعة قصصية للأطفال، بعنوان «فردة حذاء»، ولكنها اليوم تجد أن عليها الاستمرار في كتابة الرواية. وتقول في حديث لـ «الاتحاد»: «إنها اكتشفت مع الرواية عوالم جديدة، لم تكن لتصادفها لولا أنها عرجت نحو هذا العالم المثير، وتضيف: تجد نفسك (في الرواية) وكأنك آخر يتحدث، وتسمع أصواتا كنت تظن أنها في عداد الموتى وتخرج لك من الأجداث أرواحاً لم تعتقد أنها يوماً تبعث». وتوضح أن «الرواية هي الفصل الذي لم أخبره يوماً في حياتي بهذه الروعة والجاذبية والتشويق. وجدتني ذواتا تنسل من روحي وتنبعث معها ذوات أخرى لأناس أكتشفهم فتتكشف لي صور الحياة عبرهم. تجربة لم أكن أدري أنها تستحق العناء، أو البحث والخوض والمجازفة». وعما أرادت قوله في «عودة ميرة»، ذكرت انها قصدت أن «تطوف بالقارئ في عالم مليء بمفارقات القدر، وعلاقات البشر المتشابكة خلال فصول السنة الأربعة التي يمرون بها بين مد وجزر في الحياة». مشيرة إلى أن عملها يستند إلى «استعادة لذكريات، عبر تقنية حكائية عمدت خلالها إلى التنويع في صوت الراوي بين الغياب والحضور، في نقله لوقائع مساء محزون بجثمان ميت، تتداعى فيه القصص، بين الماضي والحاضر، حول حيوات بشر، واختلاف وجهاتهم في الحياة، وفيها الكثير من التفاصيل والأحداث المختزلة وهي أشبه بفصل من الحياة، أشرقت شمسه وأنواره ثم انطفأت، في متوالية للحياة والموت والسعادة والشقاء». وحول أثر خبرتها الإعلامية في تجربتها الروائية الأولى، قالت: «استطعت توظيف خبرتي الإعلامية كثيراً في الرواية، ذلك أنها تبحث في الجانب الإنساني، فالدراسة الأكاديمية ورسالة الماجستير التي تطرقت لنظرية سيسيولوجيا الإعلام لعبت دوراً في تفتح زوايا في مخيلتي حول علاقة الإنسان بالآخر، وحول علاقة الإنسان بذاته». وزادت: «الإعلام هو مجال أوسع لبناء العلائق الإنسانية وفضاء مشرع لاستقبال أصوات متعددة تصلنا عبرها العديد من القصص الجديدة والمختلفة، كما أن الإعلام يساعدنا على أن نشارك في سرد قصص أخرى، تخصنا وتعبر عنا، وهكذا تبدو الحياة مليئة ومفعمة بالكثير الذي لا يمكن تفصيله إلا في روايات». وفي ردها على سؤال حول الاستمرارية في كتابة الروايات، ذكرت أنها ستصل إلى أبعد حد في هذا المشوار الجديد، وزادت: «لم أكن أدري بأني قادرة على سرد قصة قصيرة، ولطالما عجزت عن إكمال حكاياتي، ولكن الرواية علمتني التريث، علمتني البحث في التفاصيل التي تستثمر في الحاجة لخلق عوالم الإثارة والتشويق، علمتني أن أكمل المشوار حتى وإن بدت نهايته غير مكتملة، ففي رواية عودة ميرة نهاية مفتوحة للقارئ وللراوي وللكاتب أيضاً. الإنسان قصة مثيرة بحد ذاته، وهذا ما أردت أن اختبره في روايتي».
مشاركة :