وقع اختيار الناخبون في العاصمة اليابانية طوكيو على وزيرة البيئة والدفاع السابقة التي تدعى يوريكو كويكي، لتكون حاكمة المدينة، وتتحول من مسئولة عن وزارة الدفاع إلى كونها المرأة الأولى التي تتولى هذا المنصب في المدينة. وتبلغ المرأة من العمر 64 عامًا، وأظهرت النتائج الجزئية تقدم «كويكي» على المنافسين لها في الانتخابات والتي وصلت أعدادهم إلى 20 منتخب ياباني، على نحو 700 ألف صوت، عقب فرز ثلثي الأصوات، ومن أبرز منافسيها الوزير السابق هيرويا ماسودا، والصحفي شونتارو توريجوي. وتعهدت «كويكي» بأن تدعم وتنشط الحياة داخل طوكيو، التي يصل عدد سكانها إلى 13.6 مليون نسمة، أما مهمتها الأولى بعد توليها المنصب فستكون الإعداد للألعاب الأولمبية التي ستعقد عام 2020 والإشراف عليها، وينتهي حكمها للمدينة بعد إفتتاح أولمبياد طوكيو. تقول كيكي: «أريد استغلال تلك الفرصة التي منحت إياها في بناء طوكيو، كما أنني حصدت الكثير من التأييد من قبل النساء وسأعمل على صنع التوازن بين الأشخاص في المجتمع». ولدت كويكي في مدينة آشيا التابعة لمحافظة هيوجو اليابانية في 15 يوليو عام 1952، وقبل أن تنخرط في المجال السياسي كانت في بداية حياتها تعمل كمترجمة فورية وعملت كمترجمة للغة العربية أيضًا، وبعد ذلك تحولت إلى العمل في الصحافة التلفزيونية، وعملت كمذيعة في العديد من البرامج الإخبارية التي تقدم معلومات طوال الوقت عن الأحداث الجارية والأعمال التجارية، وذلك في قناتين تلفزيونيتين وهما «إن تي في» و«تي في طوكيو». انتخبت «كويكي» لأول مرة بمجلس المستشارين مجلس الشيوخ في عام 1992، كعضو عن الحزب المؤسس حديثًا حينها حزب اليابان الجديد، بزعامة موريهيرو هوسوكاوا، الذي صار لاحقًا رئيسا للوزراء في عام 1993، وأيضًا انضمت في عام 2002 إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي وشاركت في حملة «كول بيز» في الفترة التي كانت تحاول فيها الفوز بمنصب وزيرة البيئة، وعملت على تشجيع العمال المستقرين طوال الوقت في المكاتب على ارتداء ملابس خفيفة وحرة حتى تقلل من نسبة شراء التكيفات الهوائية داخل تلك الأماكن. وفي عام 2003 تغلبت تلك المرأة على نفسها محققة إنجازًا باهرًا، فتم تعينها وزيرة للبيئة في حكومة رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي، وفي عام 2007 حققت هدفًا جديدًا وحصلت على منصب وزيرة للدفاع وكانت المرأة الأولى في حكومة شينزو آبي. وتعددت مهارات تلك المرأة فهي بالإضافة إلى أنها مسؤولة سابقة لوزارة الدفاع فإنها تتحدث ثلاثة لغات، وهما لغتها الأم اليابانية ولغتين أخرين هي الإنجليزية واللغة العربية، ويرجع تعلمها للعربية إلى أنها كانت تدرس في جامعة القاهرة المصرية، وتخرجت من الجامعة عام 1976 وهذا ما أشار إليه رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار بعد الإعلان عن خبر انتخابها، وذلك على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». قال نصار: «يطيب لي باسمي واسم جامعة القاهرة العامرة وأعضاء هيئة تدريس وهيئة معاونة وعاملين وطلابًا أن أتقدم بخالص التهاني للسيدة يوريكو كويكي عضو البرلمان الياباني ووزيرة الدفاع الياباني والبيئة السابقة، وخريجة جامعة القاهرة كلية الآداب قسم إجتماع، وذلك بمناسبة توليها منصب عمدة (محافظ) مدينة طوكيو العاصمة اليابانية الأشهر». وتابع: «ونذكر لسيادتها حرصها على التواصل مع جامعة القاهرة دائمًا والمداومة على زيارتها وإلقاء المحاضرات بها سواء بالجامعة أو بكلية الآداب». واستكمل نصار: «وقد حرصت سيادتها رغم ارتباطاتها حينذاك على أن تلتقى رئيس جامعة القاهرة أثناء زيارته لليابان في مكتبها بالبرلمان الياباني في فبراير الماضي، والذي أكدت من خلاله تقديرها لجامعة القاهرة ولمصر وشعبها، وجامعة القاهرة وقد أسعدها اختيار سيادتها لهذا المنصب الرفي، ونتمنى لها التوفيق والسداد، كما نتطلع إلى مزيد من التعاون بين جامعة القاهرة ومدينة طوكيو والجامعات اليابانية». وشارك «نصار» بعدد من الصور لها داخل الجامعة وهي تلتقي بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتقطت صورا أخرى وإلى جانبها «نصار» وهيئة التدريس.
مشاركة :