رحيل عالم جليل لا يعرف المستحيل!!

  • 8/5/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشاعر الزبير بن أبي بكر : العلم يرفع بيتا ﻻ عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف جاء في الحديث الشريف (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إﻻ من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) وتقول الحكمة العربية (رأسمالك علمك وعدوك جهلك) فقد فجع العالم وﻻنقول الأمة العربية والإسلامية فقط بوفاة ورحيل عالم جليل هو العالم المصري الأصل الأميركي الجنسية أحمد زويل الملقب بشيخ الكيميائيين العرب والحائز على جائزة نوبل للسلام سنة 1999 في منزله في الوﻻيات المتحدة الأمريكية عن عمر يناهز 70 عاما وسيدفن وفقا لوصيته في القاهرة حيث مسقط رأسه. الرئاسة المصرية نعت في بيان أصدرته جاء فيه (ببالغ الحزن وعميق الأسى فقدت مصر إبنا بارا وعالما نابغا هو العالم الجليل أحمد زويل الذي بذل جهودا دؤوبة لرفع اسمها عاليا في المحافل العلمية الدولية). الجدير بالذكر أن الفقيد العالم أحمد زويل قد ولد في 26 فبراير سنة 1946 في دمنهور كبرى مدن محافظة البحيرة ودرس في مدارس حكومية قبل أن يلتحق بكلية العلوم بجامعة اﻻسكندرية التي تخرج منها في سنة 1967. عمل في سلك التدريس في جامعة اﻻسكندرية ثم سافر إلى الوﻻيات المتحدة الأمريكية حيث حصل على الدكتوراه في العام 1974 وأيضا حصل على الجنسية الأمريكية سنة 1982 . كان على موعد مع أعلى وأهم جائزة عالمية وهي جائزة نوبل للكيمياء حيث حصل عليها سنة 1999 بعدما نجح بواسطة الليزر فائق السرعة في تصوير ذرات جزئية تتحرك خلال عملية تفاعل كيماوي وسميت هذه العملية باسم (الفيمتو ثانية) وقد ساعد هذا اﻻكتشاف في التعرف على كثير من الأمراض المستعصية وعلاجها ويعد نقلة مهمة في تطور الكثير من العلوم. العالم أحمد زويل لم ينقطع عن زيارة بلده مصر وقد استطاع أن يؤسس مدينة زويل للعلوم والتي واجه الكثير من الصعوبات واﻻنتقادات لكنه كان مصرا على بنائها وقد وفرت له الحكومة المصرية الأرض فقط وهي اليوم تضم أشهر العلماء المصريين لتدريس العلوم وتحتوي على سبع كليات للبحوث وكل الطلبة الذين يتم قبولهم بالمدينة العلمية يتكفل هو بنفقات دراستهم حتى يتفرغوا للأبحاث العلمية وكان على وشك اختراع دواء لأحد الأمراض المستعصية ولكن لم يمهله القدر وسوف يستكمل زملاؤه في مدينة زويل أبحاثه وكان يقول إن اكتشاف أي عقار جديد سوف يحول مصر إلى دولة غنية لأن هذه اﻻكتشافات علاوة على فائدتها العلمية فهي أيضا مصدر للدخل القومي . إن الفقيد العالم أحمد زويل حصل على الكثير من الأوسمة وشهادات الدكتوراه الفخرية ولعل أرفعها وسام اﻻستحقاق من الطبقة الأولى وقلادة النيل العظمى التي تعد أرفع وسام مصري كما كان عضوا في كثير من اﻻكاديميات فقد كان خير سفير لبلده جمهورية مصر . من أشهر أقواله هي (إن الغرب ليسوا أذكي من العرب ونحن لسنا أغبياء ولكن في الغرب يدعمون الفاشل حتى ينجح وعندنا يحاربون الناجح حتى يفشل) وكان الراحل الكبير شديد التواضع فقد كان مكتبه في الجامعة التي يديرها صغيرا فهو ﻻيهتم بالمكاتب والمظاهر ولكن يهتم بالمعامل والمختبرات والبحوث وكان يقود سيارته بنفسه بدون سائق وكان متذوقا للموسيقى وفي أوقات فراغه يستمع إلى أغاني الموسيقار محمد عبدالوهاب وكوكب الشرق المطربة ام كلثوم فهو شديد التمسك بهويته المصريه العربيه رغم حصوله علي الجنسيه اﻻمريكيه واقامته هناك. في إحدى لقاءاته التلفزيونية تم توجيه سؤال له كيف يمكن حل مشاكل العرب والمسلمين والظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة في هذه الفترة منذ اندﻻع مايسمى بثورات الربيع العربي التي تحولت إلى صيف ساخن فكان رده الحل يكمن في كلمة واحدة هي العلم وهي إجابة مختصرة ولكنها أصابت كبد الحقيقة فنجد مثلا دولة مثل اليابان وكذلك ماليزيا ﻻتملك أي موارد خام مثل النفط والحديد وغيره ولكنها تحولت إلى دولة صناعية حديثة متطورة لأنها اهتمت بالتعليم وهي الكلمة السحرية للتطور. لو كانت الأنظمة العربية اهتمت بالتعليم ووفرت كل اﻻمكانيات للشباب العربي وكذلك الشباب المسلم لما كان عندنا فكر متطرف كان نتيجته جماعات وتنظيمات متطرفة مثل داعش وحزب الله ولما كان لدينا أنظمة تتستر بالدين لتحقيق أهداف توسعية مثل إيران لأن هناك مقولة للإمام علي تقول (كما تكونوا يولى عليكم) والأكيد أن الشعوب الجاهلة تحكمها أنظمة استبدادية متخلفة تستثمر جهل الشعوب حتى تسيطر عليها . ختاما نقول رحم الله العالم الجليل أحمد زويل وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان وﻻشك أنه رحل جسدا ولكن فكره وأبحاثه وعلمه يعتبر ارث ثمين يسهم في تطور البشرية وسيبقى اسمه محفورا في ذاكرة التاريخ لأنه عالم أفنى عمره في الأبحاث التي تخدم البشرية والإنسانية فهو ليس خسارة لمصر فقط بل خسارة للعالم لأنه شخصية عالميه ونأمل أن تهتم الحكومة المصرية بمدينة أحمد زويل العلمية حتى تكون مصدر إشعاع علمي في العالم وتستمر في خدمة البشرية والإنسانية كما أراد لها الراحل العالم الجليل الدكتور أحمد زويل وإنا لله وإنا إليه راجعون أحمد بودستور

مشاركة :