تعج المطارات في هذا التوقيت بالمسافرين في موسم هجرة العرب - إن جاز التعبير - إلى لندن تحديدا وبريطانيا عامة، ويتكدسون في مناطق محددة ولأغراض محددة أيضا، قليل منهم من يحاول التعرف على الشعب البريطاني وتاريخه وعاداته وتقاليده، أغلبهم يقضي نهاره في التسوق وفي الليل يجتمعون في المقاهي، رغم غنى إنجلترا بالثقافات والفنون والمسارح والعروض الفنية ودور السينما!! ويعتقد البعض أنهم شعب واحد وكلهم إنجليز، والواقع أنهم أربعة شعوب مختلفة الأصول واللغة (إنجلو-ساكسون)، اتحاد شعبي إنجل وساكسون سكان إنجلترا ولهم تنسب اللغة الإنجليزية، الاسكوتلنديون من السلت والفايكنج وهم سكان اسكوتلاندا، الإيرلنديون سكان جزيرة إيرلاندا والويلزيون سكان ويلز) يوحد شعوبها الأربعة دولة ملكية دستورية، ودستورها غير مكتوب كالعادات والتقاليد، هي أكبر جزيرة في أوروبا وتاسع أكبر جزيرة في العالم، وثالث أكبر جزيرة مأهولة على وجه الأرض! وتتميز بريطانيا بتقاليدها الصارمة سواء داخل العائلة الحاكمة أو خارجها، ففي مدينة "أبينجدون" التي تعد من أقدم مدن بريطانيا، يقوم عمدة المدينة في تقليد غريب بإلقاء نحو 4000 كعكة محشوة بالكشمش من أعلى مقر في المدينة على الحشود المتجمهرة أمام المبنى؛ لإحياء بعض المناسبات، كحفل زفاف أحد أفراد العائلة المالكة ولتخليد ذكرى الزمن الذي ألقي فيه الخبز والكعك على الفقراء. وبينما يعد خلع الحذاء عند الدخول لمجالس الرجال خاصة لدينا نوعا من الذوق واحترام المجلس، إلا أن خلعه لدى وصولك إلى حفل عشاء في لندن يعد تصرفا غير حضاري!! ومن التقاليد الغريبة التي لا تزال تمارس حتى اليوم رغم فقدها جدواها وهي قياس وزن العمدة، إذ بعد الإعلان عن العمدة الجديد يتم إرسال مندوبين من القصر لوزن العمدة، وفي بعض المدن يوزن مستشاروه أيضا قبل بداية مهامه وبعد انتهاء فترة ترؤسه المدينة. ويعود السبب في هذا التقليد لمعرفة هل ازداد وزن العمدة عن وزنه السابق وزيادته دلالة على أنه سارق، وإن ظل وزنه كما هو فهذا يعني براءته ونظافة ذمته، واليوم قد يسرق السارق ويظل محتفظا بوزنه، بل قد يستخدم المال لإنقاص وزنه!! كما أنهم عنصريون لأبعد درجة، فرغم أن "كيت ميدلتون" زوجة الأمير "ويليام" ولي عهد المملكة المتحدة ودوقة كامبيردج تعد أميرة وصاحبة شأن رفيع، إلا أن ألقابها لم توصلها لمستوى أميرات القصر، إذ يجب عليها ثني ركبتيها أثناء حديثها معهن مهما بلغت أعمارهن، والسبب في ذلك أن "كيت" من عامة الشعب ولا يجري في عروقها الدم الملكي البريطاني.
مشاركة :