قال علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن "الرئيس رجب طيب أردوغان، شخص صادق تجاه قضيته، ووعي الشعب التركي الذي أثرَته التجارب السابقة حال دون نجاح المحاولة الانقلابية". وأضاف القره داغي خلال مقابلة مع مراسل الأناضول، بمدينة قونية وسط تركيا، اليوم الجمعة، أن هنالك عدة أسباب أدت لفشل المحاولة الانقلابية 15 يوليو، كان أبرزها إقدام الانقلابيين على قتل أناس أبرياء، وسعيهم للإطاحة بحكومة شرعية، لذا فإن "العناية الإلهية أجهضت المحاولة الانقلابية". ولفت القره داغي إلى أن الهدف من المحاولة الانقلابية كان "الإطاحة بحكومة شرعية صالحة، دعمت المظلومين ومدت لهم يد العون، ووصلت إلى السلطة عبر انتخابات نظيفة وشفافة وبإرادة شعبية حرة". وأكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إدانته الشديدة لمحاولة الانقلاب الفاشلة، مقدمًا تهانيه وتبريكاته للشعب التركي "على الموقف الشجاع والثابت الذي أبداه تجاه الانقلابيين في ذلك اليوم"، مشددًا على أنه والبلدان الإسلامية يقفون بثبات إلى جانب تركيا. ونوه القره داغي إلى وجود فوارق بين "الانقلاب العسكري الذي شهدته مصر والمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا"، مشيرًا أن الشعب التركي أظهر ردة فعل إيجابية مناصرة للحكومة التي آمن بأنها، والتي عملت على مدى 14 عامٍ لتحسين الرفاه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للبلاد. وأضاف: "أما في مصر، فالانقلاب وقع قبل أن تتمكن حكومة مرسي (الدكتور محمد مرسي الرئيس السابق وأول رئيس منتخب بتاريخ مصر) من إثبات نفسها أمام الشعب، كما أن وسائل الإعلام هناك عملت على خلط الأوراق وأظهرت الحق باطلًا والباطل حقًا، إضافة إلى أن الشعب التركي أكثر وعيًا من نظيره المصري، نتيجة تجاربه السابقة مع الانقلابات". وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. م . م;
مشاركة :