قال تعالى: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا». الجسد الاجتماعي، كالجسد الإنساني، إذا ما اعتراه الضعف والوهن، تتسلل إليه الفيروسات عبر هذا الضعف والوهن، فإذا لم يتخذ التدابير اللازمة لحماية نفسه عبر مكافحة عوامل الضعف ويستعيد قواه، فانه سيستسلم للمرض وينهار ويتلاشى... وهذه بداية حديثي عن ما يحدث الآن من تطرف وفهم خاطئ للإسلام في العالم العربي والذين يحاولون نشره عبر العالم كله حتى يعلم الكل بأن الإسلام دين العنف والقتل والترويع. ما يشهده عالمنا في عصرنا الآن، فقد حوّل هؤلاء... هؤلاء الجهلاء (الذين يقتلون ويذبحون باسم الدين) والذين استغلوا واستحلوا القتل والقمع والسرقة وكل الموبقات باسم الدين وجعلوا ذبح البشر هو إرضاء لله، وحولوا الإسلام إلى دين يدعو إلى الدماء والتخريب، والإسلام من أفعالهم براء، بعد ما فرضوا رؤية أحادية الجانب من ناحيتهم بحد السيف فوق رقاب العباد. إن المتطرفين من أصحاب الفكر الضال إنما يدعون إلى نوعٍ مختلف من الجهاد، حيث إن هدفهم ليس البناء بل التدمير وليست الدعوة إلى الحب بل الترويج إلى الكراهية وليست السعادة بل الآلام والأحزان. وللأسف الشديد فإنهم استطاعوا غسل عقول بعض شبابنا الأبرياء في الوطن العربي بل وخارج الوطن العربي وقادوهم إلى تفجير أنفسهم بلا طائل أو فائدة... وفي عقولهم المريضة بأن كل من لا يتبع فكرهم الضال هو هدف مشروع للقتل والتنكيل. أي دين هذا الذي تزعمون أيها الجهلاء؟! فهل دينكم الذي يناديكم بالقتل والتكفير ويحضكم على قتل والديكم اللذين أوصاكم بهما ربكم، حيث قال تعالى «وبالوالدين إحسانا»... الإحسان بالمعاملة، بالود والحب والرحمة بهما، وليس قتلهما والعياذ بالله وأوصاكم بالأقربين أيضاً، قال تعالى «والأقربون أولى بالمعروف». المعروف بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة وليس خيانتهم وطعنهم بالظهر لقتلهم يا جهلاء العقل والدين، فكل ما اوصى به الله تعالى في كتابه انتم فعلتم ضده وعصيتم أوامره أيها القتلة الذين تدعون الإسلام. لقد حذر رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) من هؤلاء، قد جاهد لأجل التوحيد ونشر الإسلام وتقوية صفوف المسلمين والعرب وحذر من المنافقين الذين يلبسون الإسلام كثوب لهم حتى يخفون كفرهم وحقدهم على المسلمين ونشر الفتنة حتي تتفكك الوحدة ويحصل انشقاق بالصفوف... قال الله عز وجل في كتابة الحكيم «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ» سورة البقرة. فالدين يسر وليس عسر، الدين يجمع كل شعور جميل وراق من حب وتسامح وإخاء وود ورحمة وحرية، فالحرية أعطاها الله عز وجل لكل البشر على السواء وليس من حق أي إنسان أن يسلب حرية أي إنسان آخر. فلكل منا الحق في أن يختار ما يعتقد به وما يؤمن به في حياته، ان كان على خطأ فسيكون هو المسؤول أمام الله تعالى والقانون، وليس من حق أي منا نحن البشر أن نحاسبه أو نقتله أو نكفره بعذر الدفاع عن الدين الإسلامي، فإذا أردت ان تكون من اهل الجنة والمخلدين فيها فقل كلمة طيبة او نصيحة صادقة قال الله تعالى «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ» صدق الله العظيم. الله تعالى قادر أن يخسف بإبليس في لمح البصر على معصيته وكفره واستمراره بالعناد لرب العالمين الذي خلقه عندما رفض أن يسجد لآدم عليه السلام، فالملائكة سجدوا جميعا لآدم عليه السلام متبعين أوامر الله تعالى، فالله تعالى أعطى لإبليس حرية في إغواء الناس واضلالهم ليوم الدين ليحاسبه على عناده وكفره وعصيانه، ويحاسب من اتبع خطواته واستمع له، قال الله تعالى «قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)» صدق الله العظيم. التوعية الإعلامية مهمة جداً للشباب وكذلك توفير الأنشطة المناسبة لهم ولميولهم وأفكارهم حيث يفرغ الشاب كل ما لديه من طاقة ويعبر عما يجول في خاطره، ويجب على كل من يعيش على تراب هذا الوطن الغالي (الكويت)، سواء كان مواطناً أو مقيماً التكاتف ضد هذا الخطر لكي نعيش في سلام وحب وخير. وسينتهي هذا الشر التكفيري القاتل، وذلك بمحاربته بالوعي وإرساء القيم الحقيقية للإسلام في عقول شبابنا الواعي... zinabq8-73@hotmail.com
مشاركة :