وقف رخص تقديم القهوة في عمّان يهدد أرزاق آلاف الأسر الأردنية

  • 2/6/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يستفيق الأردني أحمد الحجي قبل شروق الشمس ليعجّل في إعداد القهوة الساخنة لزبائنه، الذين تتطلّب أعمالهم الالتحاق بها باكراً، خصوصاً سائقي سيارات الأجرة، علماً أنه لم ينم أكثر من ثلاث ساعات، باعتبار أن «البوفيه» حيث يعمل يفتح أبوابه حتى ساعة متأخرة من الليل. يقول الحجي: «الرزق يحتاج الخفية»، موضحاً أن هناك معاناة تفرضها طبيعة عمله، ولا يتعدّى رزقه بضع مئات من الدنانير بعد تسديد أجر عامل يساعده ورسوم الضمان والترخيص، وبالتالي بالكاد يستطيع تلبية الحاجات الأساسية لأطفاله الذين لا يراهم إلا وهم نياماً. بيدَ أن فرائص الحجي بدأت ترتعد كلما اقترب موعد تجديد ترخيص محله، وذلك بعد أن أصدرت أمانة عمّان الكبرى أخيراً قراراً يمنع تراخيص البوفيهات التي تقدّم القهوة الساخنة وتوفر خدمة توصيلها إلى السيارات. علماً أنه يتشبّث بأمل المحافظة على مصدر رزقه، بعدما سلّم وزملاء له إلى نواب، عريضة تطالب الحكومة بالضغط على أمانة العاصمة للتراجع عن القرار، الذي يهدد تنفيذه 1800 محل، أي قطع أرزاق 12 ألف طفل وفتاة وأم وأب يملكون هذه البوفيهات أو يعملون فيها. وأرفق المتضررون العريضة بوثائق عن رخص أعطيت لأسباب إنسانية، فكيف ستحرم هذه الحالات من مصدر دخلها؟ كما ضمّنوا الملف كتاباً موقّعاً من جيران أحد المحال يثبت أنه لا يسبب أي إزعاج. وتستند الأمانة في قرارها إلى أن هذه المحال تتسبب بتعطيل حركة المرور، نظراً الى توقّف أصحاب السيارات في الشارع لشراء القهوة الساخنة. ويصف أصحاب هذه المحال القرار بـ «المجحف» بحق مواطنين اختاروا أن يكون عملهم «عملاً بسيطاً حلالاً» ولا يضرّ بالمجتمع، مؤكدين أن توفير محالهم خدمة توصيل القهوة إلى السيارات يساهم بحل أزمة السير، بدلاً من أن يركن السائقون سياراتهم في «عرض الشارع»، وينزلوا منها لشراء ما يحتاجون اليه من هذه المحال. وأبدوا استياءهم الكبير، خصوصاً أن البلد يعاني من البطالة العالية، وغير قادر على توفير فرص عمل كافية لطالبيها.   تنظيم لا إلغاء ودعا محمد الأسمر (صاحب كشك في منطقة الوحدات في عمّان) أمانة العاصمة إلى مراجعة قرارها، ودراسة آثاره الكارثية، والتفكير بآلاف الأسر التي ستصبح بلا دخل، متمنياً عليها «أن تنظّم عمل هذه المحال من خلال إضافة بند المشروبات الساخنة إلى تراخيصها، والسماح لأصحابها بخدمة التوصيل الى السيارات لما فيه من خدمة للناس، واعتماد إشارات ترشد إلى الأمكنة التي تقدّم المشروبات الساخنة والدخان وخلافه». ويقول محمد الهباهبة (سائق تاكسي) إن «القرار مفاجئ وغير مبرر، وجائر بحق الجميع»، موضحاً أنه يستمتع بشرب فنجان من القهوة، ومن الصعوبة أن يحصل عليه من غير تلك المحال المنتشرة في عمّان والمحافظات، وعلى الطرق الخارجية. لذا يستهجن «خطوة» أمانة العاصمة، التي «ستدّمر عائلات كثيرة»، في حال تنفيذها. ويسخر زبون آخر كان يبتاع كوباً من «النسكافيه» من قرار الأمانة قائلاً: «والله لنكيف؟!». ويتساءل ما الحكمة من إعلان هذا القرار، فالجميع يتوقفون صباحاً لشراء القهوة، اختصاراً للوقت، مبيناً أن «القهوة الصباحية من هذه المحال أصبحت طقساً من طقوس الأردنيين اليومية». في المقابل، يخشى عامل (سوري الجنسية) في كشك آخر أن يفقد مصدر رزقه، لأن مالك الكشك سيضطر إلى إقفاله إذا طبّق هذا القرار، لأنه يعتمد على بيع القهوة والمشروبات الساخنة للزبائن، أما بيع المرطبات وغيرها فهو «غير مربح». وتظاهر عشرات من أصحاب محال بيع القهوة أمام مبنى أمانة عمان، احتجاجاً على هذا القرار، فيما شكلت الأمانة لجنة للنظر في طلبات تجديد الرخص لمحال الكافيتريا، والاطلاع على أوضاعها ومدى التزامها بشروط الترخيص المهني، مشددة على أنه ستتخذ بحق المخالفين الإجراءات القانونية الرادعة.

مشاركة :