لا توفّر الصين جهداً لضمان مرور القمة الأولى التي تستضيفها لمجموعة العشرين، على أكمل وجه. ولذلك، اتخذت إجراءات منها إغلاق مصانع وتدريس اللغة الإنكليزية للسكان المسنين وتقديم قسائم سفر بقيمة 1.5 بليون دولار لإقناع البعض بمغادرة المدينة التي ستستضيف القمة. والصين عازمة على أن تترك انطباعاً جيداً لدى قادة دول مجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات في العالم، خلال القمة التي ستعقد في الرابع من أيلول (سبتمبر) والخامس منه في مدينة هانغتشو، التي ألهمت المناظر الخلابة حول بحيرتها أجيالاً من الرسامين والشعراء. ومن استعدادات الصين، حظر تحليق الطائرات من دون طيار وقيود على النزلاء الذين يمكن أن تستقبلهم الفنادق، إلى جانب 700 مشروع لتجديد الطرق السريعة ومحطات المياه. وبين السكان المتحمسين لتقديم يد العون خلال القمة، موظفة سابقة تدعى يو هوير وتبلغ 74 سنة. فهي تعتزم أن تستخدم مهاراتها في اللغة الإنكليزية التي تعلّمتها حديثاً لإرشاد الزوار للوصول إلى الأماكن التي يقصدونها في الحي الذي تسكنه. وقالت: «إذا رأيت الرئيس باراك أوباما سأقول: مرحباً في هانغتشو»، وكانت يو تمسك بقائمة من جمل بالإنكليزية سلّمها إياها مسؤولون في الحزب الشيوعي، بينها «هانغتشو جنة» و»أنت جميل». وتتراوح مشاعر سكان هانغتشو بين الفرح والانزعاج من الاستعدادات الرامية إلى تهيئة المدينة التي يقطنها تسعة ملايين نسمة، وتضم مقر شركة «علي بابا» الصينية العملاقة وصناعات أخرى عالية التلويث مثل الصلب والمنسوجات. ويقول تشوان هاو (24 سنة) الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات وهو يشير إلى السقالات والأسيجة التي تزدحم بها شوارع كثيرة: «تحولت المدينة إلى موقع بناء ضخم. نعاني الغبار والزحام منذ سنة».
مشاركة :