مثقفون: الجامعات ليست منكفئة.. والحراك الثقافي خارج أسوارها

  • 8/6/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رفض مثقفون تهمة انكفاء الجامعات السعودية على نفسها والاكتفاء برسائل أكاديمية للماجستير والدكتوراه في الأقسام الأدبية دون أفعال تساهم بشكل أو بآخر في نشر الثقافة والأدب خارج أسوار الجامعات، إذ يقر ابتداء الدكتور عبدالله حامد بأنه لا يتفق مع السؤال الذي يقرر انكفاء الجامعات السعودية على نفسها، ويرى أن هذا الاتهام يحمل طابعا شموليا عاما لا يمكن الاطمئنان إلى سلامته، بل يؤكد الدكتور حامد أن مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية كان لهم دورهم الكبير في الحراك الثقافي خارج أسوار الجامعة. ويضيف حامد: الجامعة في السعودية أسهمت بنحو أو آخر في صناعة بعض القامات الثقافية والاشتغال البحثي عبر رسائل «الماجستير والدكتوراه» لا يعني انفصالا، أو بعدا عن الواقع الثقافي خارج الجامعة، بل يتجه في بعض مناحيه نحو دراسة هذا الواقع من خلال بعض الرسائل التي تتحول لاحقا إلى أعمال مطبوعة تخدم الحركة الثقافية. ويستشهد حامد بقسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الملك خالد الذي تبنى من الرسائل العلمية، والمناشط الثقافية ما يشكل رافدا للحركة الأدبية والثقافية في المنطقة، وفي المملكة بشكل عام. أما الدكتور حسن حجاب الحازمي فيعتقد أن السؤال يحمل حكما على كل الجامعات بأنها منكفئة على نفسها وهذا الحكم فيه غبن للجامعات ويفتقد إلى الدقة وإلى ما يثبته. ويضيف الحازمي: أتمنى أن يحمل السؤال بعدا إيجابيا يحفز ويشجع ويحسن الظن أيضا بالجامعات وجهودها. فبالتأكيد هناك جهود وأنشطة وفعاليات تربط الجامعات بالمجتمع لتحقق ولو جزءا يسيرا من رسالتها وواجبها تجاه مجتمعها المحيط بها. ويستشهد الحازمي بجامعة جازان التي ينتمي لها، ففيها الموسم الثقافي السنوي وقد أكمل تسع دورات ومعرض الكتاب السنوي وقد أكمل سبع دورات وبرنامج تكريم علم من أعلام المنطقة سنويا وهو تكريم علمي تدرس فيه أعمال المكرم وتقدم حولها أوراق عمل وتجمع وتطبع وتوزع في يوم المناسبة وتهدى هذه المطبوعات إلى الأدباء والمثقفين في المنطقة. الناقد الثقافي حسين بافقيه يقول إن هاتفه الجوال اعتاد أن يتلقى أسبوعيًّا إعلانات عن نشاطات فنية (مسرحية، وتشكيلية وفلكلورية) لمناشط وفعاليات جامعة الملك عبدالعزيز. ويضيف بافقيه «حين زرت مركز المؤتمرات في الجامعة قبل أشهر، أذهلني ذلك المركز، المسارح الضخمة، والمتوسطة، والصغيرة، والقاعات والأبهاء المتنوعة، وعلمت أنها مستغلة استغلالا حسنًا»، ويستشهد بافقيه بنشاط المكتبة المركزية في جامعة الملك عبدالعزيز، التي زارها وعلم أن في الجوار، في عمادة شؤون الطلاب، دورة في فن التمثيل يشرف عليها الفنان خالد الحربي. إلا أن بافقيه يستدرك بقوله «ربما احتاجت الجامعة إلى وسائل لتسويق نشاطاتها الثقافية، على نحو أكبر، وربما احتاجت إلى التعاون مع وزارة الثقافة والإعلام، فلدى الجامعة خبرة طويلة، وإمكانات مذهلة، وبنى ذات مستويات عالمية، وإن كنت أتفهم تحفظهم في الإعلانات، خشية على مشاريعهم الثقافية والفنية، من مواجهة فئات «محافظة» كان لها الحول والطول في زمن ما».

مشاركة :