جوميز: أنا مدافع لأن الحياة علمتني كيف أدافع عن نفسي

  • 8/6/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الملعب هو أفضل مكان بالنسبة لي في العالم. كرة القدم تجعلني أشعر بشخصيتي الحقيقية." على الرغم من أن نبرة صوته وطوله البالغ 196 سنتمتراً يعكسان شعوراً تاماً بالسلم والسلام، ولكن عند دخول إيدي جوميز ملعب كرة القدم تتحول شخصيته تماماً. وقال لموقع FIFA.comبابتسامة فخر وعيناه تلمعان: "أنا خشن بعض الشيء. يجب على كل فريق أن يكون لديه لاعب من هذا النوع وأنا أحب لعب هذا الدور." وإذا دخلنا في الأحكام المسبقة يمكن تصنيفه كعضو في عصابة. ولكن عند الغوص في التاريخ العجيب للمدافع الأوسط في صفوف منتخب الدنمارك الأوليمبي يُعطي هذا الخليط من "تجعلني أشعر بشخصيتي الحقيقية" و"أنا أحب الدور القذر" معنى وهوية. وأوضح جوميز قائلاً "أنا مدافع لأن الحياة علمتني كيف أدافع عن نفسي. عندما تكبر في الأحياء العشوائية أو في أماكن مشابهة يجب عليك أن تعرف كيف تدافع عن نفسك. عليك أن تكون قوياً ويقظاً، وألا ترتكب الأخطاء لأنها قد تكلفك حياتك. أعتقد أنه لهذا السبب أحب الدفاع واللعب بخشونة في الملعب. فأنا لست هنا في كرة القدم لأربط صداقات. إذا كانوا زملائك فلا بأس، ولكن الآخرين، حتى لو كان أخي، لن أعامله كذلك طوال 90 دقيقة." يحمل جوميز الجنسية الدنماركية، لكنه وُلد في غينيا بيساو، المستعمرة البرتغالية السابقة في أقصى غرب أفريقيا الفقيرة: "كنت ألعب دائماً كرة القدم في الشارع مع أصدقائي وصديقاتي حتى وقت متأخر. كنت أعود إلى المنزل في الساعة 10 أو 11 ليلاً وكانت جدتي توبخني على ذلك، ولكن بالنسبة لي كانت كرة القدم هي الحياة. فبالنسبة لطفل أفريقي كرة القدم هي الحياة خارج دائرة الفقر." غادر غينيا في "سنّ الـ6 أو الـ7"، ولكن ليس للذهاب إلى الدنمارك، وإنما للعيش مع والدته في أحد الأحياء الفقيرة في البرتغال: "العيش في الأحياء العشوائية يعني المخدرات، تجار المخدرات، رجال الشرطة، إطلاق النار، أشخاص يموتون... كان والدي وزوجته الدنماركية يأتون في بعض الأحيان لزيارتي من الدنمارك وقررا إخراجي من تلك الحياة. سألا والدتي عن الأمر وقبلت. كان ذلك صعباً بعض الشيء، ولكني كطفل أفريقي كنت أعرف لماذا عليّ الذهاب: تعليم أفضل، حياة أفضل." وصل إيدي في سنّ الـ11 إلى مكان مختلف تماماً، وبعدها بدأ يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم محترف وأن "أمثل بلدي في يوم من الأيام." يقول إن لديه "خليط جيد في رأسه" ويشعر اليوم "بخليط بين شاب أفريقي وشاب دنماركي،" ولكن الآن كما في ذلك الوقت كان تمثيل بلده يعني الدفاع عن ألوان الدنمارك. لذلك عندما رفع قبل شهرين سمّاعة هاتفه الصيني -يلعب في هينان جياني في الدوري الصيني الممتاز- واستمع للمدرب الأويلمبي نيلس فريدريكسن يسأله عمّا إذا كان يريد السفر إلى ريو، اهتزت الأرض تحت قدميه. "فكّرت لثانيتين في ما إذا كان ذلك حقيقياً. هذا شيء عظيم، ولا أعتقد أنني أستطيع أن أعبّر عنه بالكلمات. كما كانت جدتي تقول دائماً: "خذ الأمر بهدوء واستمتع بالرحلة." وهذا ما أفعله. أحيانا أتساءل عما إذا كان هذا حقيقياً أم أنني في حلم. نعم، هذا واقع." حمل قميص منتخب الدنمارك لأول مرة ضد العراق في افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية. وبهذا الخصوص، علّق قائلاً "كان ذلك رائعاً. اللحظة التي كنت أنتظرها بفارغ الصبر هي عزف النشيد الوطني. كنت متوتراً بعض الشيء، ولكن ذلك كان مدهشاً." لا شك أن ريو 2016 هي مكافأة رائعة للاعب في سنّ الـ27 كان قد اعتزل اللعب بحزن في سنّ الـ19 لمدة عام لأن "المدرب كان يضع أصدقائه في الملعب،" وكان حتى سنّ الـ24 يلعب في نادي هيرليف بدوري الدرجة الثالثة الدنماركي. انتقل بعدها إلى الدرجة الثانية وفي يوليو/تموز 2014 تعاقد معه إيسبيرج ليسجل ظهوره الأول في الدرجة الأولى. وبعد ستة أشهر انتقل للعب في الصين. وهنا أكد قائلاً "حدث كل شيء بسرعة كبيرة في مسيرتي على مدى السنوات الثلاث الماضية." لا أحد سيعرف أبداً إذا كان كحارس مرمى، المركز الذي كان يلعب فيه عندما كان مراهقاً، كانت مهمته ستكون أسهل في الوصول إلى المنتخب الدنماركي. كان مدربه يرى أنه يملك إمكانات هائلة للنمو، ولكنه أصر على الانتقال إلى خط الدفاع: "كل حراس المرمى الجيدين مجانين قليلاً، يجب أن يكونوا أكثر جنوناً قليلاً مني. أنا أحب أن أدافع، حتى في إطار مفهومه الجماعي. كلنا معاً ندافع عن المرمى. مركز الدفاع مثير للغاية ويجعلك تشعر بالأدرينالين تتدفق في عروقك." سيلعب يوم الأحد 7 أغسطس/آب ضد جنوب أفريقيا ويوم الأربعاء 10 أغسطس/آب ضدّ البرازيل في سالفادور. يجلس في بهو الفندق الذي يقيم فيه في برازيليا ولا يبدو مندهشاً على الإطلاق. إذ قال في هذا الصدد: "الجميع يريد أن يلعب ضد البرازيل، ولا شك أن المباراة ستكون جميلة، ولكن بالنسبة لي ستكون بنفس صعوبة مواجهة جنوب أفريقيا أو العراق. لا يمكنك أن تستعد للعب وتقول حسناً، إنها البرازيل، أنا خائف الآن." لم أفكر بهذه الطريقة في حياتي. يجب عليك أن تذهب وتلعب كالمعتاد. صحيح أن نيمار من أفضل اللاعبين في العالم، ولكنه بشر وأنا أيضاً. ورجل واحد لا يمكنه أن يفعل كل شيء. فالأمر يتعلق بالفريق ككل." ربما يُفضّل نيمار التقائه في الدنمارك بعد اعتزاله: عندما سيغادر عالم كرة القدم، يريد إيدي جوميز "الخشن" أن يكون معلم رياض أطفال.

مشاركة :