تتعرض 35% من النساء الحوامل إلى خطر مضاعفات الحمل مثل: الإجهاض والولادة المبكرة، ويعود السبب في الأغلب إلى نقص الحديد بجسم المرأة، وذلك بحسب ما توصلت إليه دراسة حديثة نشرت نتائجها بالمجلة الأوروبية لأمراض الغدد الصماء. ويعد نقص الحديد بالجسم أحد أنواع الأنيميا (فقر الدم)، ووفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 30% من سكان العالم يعانون حالة الأنيميا التي يعود معظمها إلى نقص الحديد، فالقدر المطلوب من ذلك المعدن يومياً لمن هم في عمر 19-50 عام - بناء على إرشادات بعض الجهات الصحية - هو 8 ملغم للرجل، و18 ملغم للمرأة، وتزيد في مرحلة الحمل لتصبح 27 ملغم، لأن المرأة في تلك الفترة تحتاج إلى مزيد من خلايا الدم للجنين ولنمو المشيمة، وعدما تقل معدلات الحديد بالدم ينتج الجسم معدلات غير كافية من الهيموجلوبين وهو البروتين الموجود بكريات الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم، ونتيجة قلة الهيموجلوبين يشعر الشخص بالإرهاق وتراجع الطاقة وصعوبة التنفس وألم الصدر والخفقان وشحوب البشرة، ويقول الباحثون إن نقص الحديد يكون أكثر ضرراً في مرحلة الحمل، حيث تتأثر به الحامل والجنين، فالحديد يساعد أيضاً في وظيفة أحد البروتينات المعروف اختصاراً بـ TPO وهو ضروري لإنتاج هرمون الغدة الدرقية، وتحتاج المرأة الحامل إلى إنتاج القدر الكافي من الهرمون لنمو الجنين وخصوصاً خلال الـ 3 أشهر الأولى من الحمل، حيث لا يكون الجنين قد كون الغدة الخاصة به. شملت الدراسة 1,900 من النساء الحوامل في فترة الـ 3 أشهر الأولى، وتم فحص الدم لقياس معدلات البروتين فيريتين الذي يعد مؤشراً لمعدلات الحديد، كما تم قياس معدلات الأجسام المضادة للبروتين TPO التي تدل على نوعية استجابة المناعة الذاتية تجاه الغدة الدرقية، حيث يهاجم جهاز المناعة أحياناً خلايا الغدة الدرقية عن طريق الخطأ، وتم كذلك قياس معدلات هرمون الغدة الدرقية المعروف اختصاراً بـFT4، ومعدلات هرمون تحفيز الغدة الدرقية المعروف اختصاراً TSH، ووجد الباحثون أن 35% من النساء الحوامل يعانين من نقص الحديد، ومنهن 10% يعانين المناعة الذاتية ضد الغدة الدرقية، ومن بين النساء اللاتي لا يعانين نقص الحديد 6% لديهن المناعة الذاتية ضد الغدة الدرقية، ومن ناحية أخرى فقد تبين أن 20% من الحوامل اللواتي يعانيين نقص الحديد لديهن حالة قصور الغدة الدرقية دون السريري مقارنة بـ 16% ممن لا يعانين نقص الحديد، ولم تختلف تلك النتائج حتى بعد الأخذ في الحسبان العمر ومؤشر كتلة الجسم.
مشاركة :