يشكل إحياء «العصبوية المذهبية» ركيزة أساسية ومنهجية ثابتة بالنسبة لـ «المشروع الفارسي»، الساعي إلى خلق «مجال حيوي» لدولة «الكهنوت الإيراني»، يمتد حتى شواطئ البحرين الأبيض والأحمر، وضمن «رؤية دينية» - مزعومة - قِوامها «إرهاب» و«إرعاب» المكوّن الشيعي في المنطقة. ركيزة «المشروع الفارسي» تبدأ بإعادة إنتاج «الهوية الوطنية»، للمكوّن الشيعي العروبي، في «سياق عصبوي»، يؤسس لبروز فج ومشوه يعظّم «الهوية الفرعية»، العابرة من رحابة «الوطنية الجامعة» إلى ضيق «العصبوية المذهبية» المُلحقة بـ «المركز الكهنوتي»، الذي يتخذ من طهران مقراً. ويمر تخليق «العصبوية» في صيرورة محاكة بإتقان، تجد سندها الأول في «مظلومية» مزعومة، تتجاوز «الحقائق الوطنية» إلى «عوالم متخيّلة» تنضج - عملياً - في «حويصلة ظلامية»، استعداداً لسندها الثاني، الذي يصار إلى تحضيره في حواضن «سياسية» و«اقتصادية» و«مذهبية». السند الثاني لتلك «العصبوية»، الذي يبلورها في «سلوك عدائي»، ينبني على قاعدة الاستهداف المباشر لـ «المذهب»، عبر «إرهاب/ إرعاب منظم» لأتباعه، يعزز الرابط المذهبي ويحيله إلى عصبية «متأهبة» و«عدوانية» تستهدف «الآخر»، بغض النظر عن كنهه، وهو ما تكشف عنه الصراعات الدائرة في عدة دول عربية. ويرصد المراقبون، للشأن اليمني والعراقي والسوري واللبناني، شواهد عديدة على تلك المنهجية الفارسية، التي وظّفت «إرهاب الشيعة العرب» في تأصيل «العصبوية المذهبية»، أو «العصبوية البديلة» لـ «الوطنية» و«القومية» و«الدينية»، وذلك في سبيل الاستحواذ عليهم، وتطويعهم كـ «أدوات تنفيذية» ضمن المشروع الكلي. ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء د. فايز الدويري، في حديث لـ «اليوم»، أن «المشروع الفارسي يسعى إلى خلق مجال حيوي في المشرق العربي، يستند إلى هلالين شيعيين، شمالي يمتد من إيران مروراً بالعراق وسوريا ومن ثم لبنان، وبالتالي وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط». أما الهلال الشيعي الجنوبي، وفق الدويري، «فيمتد من إيران عبر مملكة البحرين والخليج العربي (الجزر الإماراتية)، ومن ثم اليمن، وصولاً إلى باب المندب والبحر الأحمر». ويقول د. الدويري إن «طهران وجدت في الأذرع السياسية المتدثرة بالمذهب ضالتها منذ ما سمي بثورة الخميني، التي سعت إلى إرساء مزاعم الولي الفقيه - التي تفندها الحقائق التاريخية- وتوظيفها في نصرة المظلومين عبر التدخل في شؤون الآخرين مروراً من بوابة تصدير الثورة». ويسجل اللواء الدويري ملاحظاته حول تأسيس المشروع الفارسي في المنطقة العربية، والتي بدأت من «فلسفة المظلومية»، التي «تشكل أساساً مرجعياً لمسعى نشر المذهب الشيعي»، وهو ما ترتب عليه «بروز ظاهرة التشيّع المؤطر، ذي السمات التنظيمية المُلحقة بالمركز الشيعي، المتمثل في إيران». ويضيف «لم تتوقف المسألة عند المرجعية المذهبية، بل جرى العمل على تحويل التشيّع والشيعة العرب إلى أذرع وظيفية ضمن مشروع فارسي تمتد جذوره في عمق التاريخ، فيما غايته هي الهيمنة على المنطقة». ويشير الدويري إلى «التنظيمات الشيعية في دول الهلالين، الشمالي والجنوبي، وسعيها - عبر أنماط من الإرهاب والفتن المفتعلة - إلى تعزيز العصبية المذهبية»، ضارباً مثلاً «تعريض مواقع دينية شيعية لعمليات إرهابية» في سبيل التحشيد لصالح المشروع الفارسي. خلخالي (قاضي الشنق) يقدم الشاي للخميني في مدرسة الرفاه 1979
مشاركة :