أذرع طهران في العراق تسعى لعرقلة المفاوضات بين بغداد وواشنطن | | صحيفة العرب

  • 6/4/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تسعى أحزاب سياسية وجماعات مسلحة مرتبطة بإيران وموالية لها إلى عرقلة جولة المفاوضات المرتقبة بين العراق والولايات المتحدة والتي من المقرر أن تحدد ملامح التعاون بين البلدين في المستقبل. في المقابل تعرضت وسائل إعلام عراقية لضغوط من أجل تغطية مكثفة للاحتجاجات الأميركية إذ تأمل إيران وحلفاؤها في العراق أن تحقق هذه المظاهرات تأثيرا كبيرا على مستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب. بغداد – تقول مصادر سياسية في بغداد إن أحزابا وجماعات مسلحة على صلة بإيران، تدفع باتجاه عرقلة جولة المفاوضات المتوقعة خلال أيام بين العراق والولايات المتحدة، لرسم أطر التعاون بين البلدين في المرحلة المقبلة. واتفق العراق والولايات المتحدة على إجراء جولات تفاوضية خلال الشهر الجاري، لتنظيم أشكال التعاون بين البلدين، بعد تصويت القوى الشيعية في البرلمان العراقي على قرار يلزم الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد. وتوضح المصادر أن الجهات السياسية والمسلحة الموالية لإيران في العراق تعول على أن تؤدي الاحتجاجات الواسعة في الولايات المتحدة حاليا إلى الإطاحة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مباشر، أو قطع الطريق أمام حصوله على ولاية ثانية في منصبه. وخصصت محطات فضائية عراقية، يسيرها “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية” المرتبط بالحرس الثوري الإيراني، ساعات عدة من بثها لتغطية تطورات الاحتجاجات الأميركية. ويحتفي مغردون عراقيون موالون لإيران في وسائل التواصل الاجتماعي بالاحتجاجات الأميركية، منددين بالعنف الذي تستخدمه السلطات الأمنية في قمعها. الجهات السياسية والمسلحة الموالية لإيران تعول على الاحتجاجات للإطاحة بترامب أو قطع طريق الولاية الثانية عليه وسخر مدونون عراقيون من هذا التناقض، إذ كان هؤلاء المغردون قبل شهور يحثون قوات الأمن العراقية على قتل المتظاهرين السلميين في بغداد والمحافظات، بحجة أنهم عملاء للسفارة الأميركية. وقالت المصادر إن الاتحاد الإيراني الذي يسير معظم الإعلام الخاص بالأحزاب والتيارات والجماعات والفصائل الشيعية في العراق، ضغط على قناة العراقية شبه الرسمية، لإرغامها على تخصيص ساعات من بثها لتغطية الاحتجاجات الأميركية. وخلال ولايته الأولى، اتبع ترامب سياسة الضغط الأقصى على إيران، وكللها بالانسحاب من الاتفاق النووي، ومضى نحو فرض عقوبات اقتصادية مشددة عليها. وجاء الرد الإيراني من خلال اتباع سياسة الصبر الاستراتيجي على أمل فشل ترامب في الحصول على ولاية ثانية، ومجيء رئيس ديمقراطي متساهل، على غرار باراك أوباما، يدعم نظرية التهدئة مع إيران، ويعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. ويقول مراقبون إن الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة منذ أيام بسبب مقتل مواطن من ذوي البشرة السوداء على يد شرطي أبيض، كانت بمثابة الأمل الأخير لإيران في إمكانية تلاشي حلم ترامب في الولاية الثانية. وتبث وسائل الإعلام العراقية التي يسيرها الاتحاد الإيراني أخبارا وتغطيات متواصلة عن تراجع شعبية ترامب في استطلاعات الرأي بسبب العنف الذي قوبلت به الاحتجاجات الغاضبة. فشل ترامب في احتواء الاحتجاجات.. حلم إيراني فشل ترامب في احتواء الاحتجاجات.. حلم إيراني وتقول مصادر سياسية في بغداد إن حلفاء إيران يضغطون على الحكومة العراقية للمماطلة بشأن بدء المفاوضات مع الولايات المتحدة حول أطر التعاون بين البلدين، حتى تنجلي الاحتجاجات الأميركية عن نتائج واضحة. وتأمل إيران أن يؤدي اتساع حجم البطالة في الولايات المتحدة بسبب تفشي فايروس كورونا، إلى دفع المزيد من الأميركيين إلى الشوارع في غضون الأسابيع القادمة، مع النفاد المتوقع لمبالغ المنح التي ضختها إدارة ترامب في حسابات طالبي المعونة. وتقول مصادر إن إيران تأمل في دفع موعد المفاوضات بين العراق والولايات المتحدة حتى نهاية الشهر الجاري، على أمل أن تؤدي الاحتجاجات الأميركية إلى إضعاف موقف الإدارة الحالية، وبث المزيد من الشكوك حول حظوظ ترامب في الانتخابات المقبلة. وعلى المستوى الرسمي العراقي، يحاط ملف المفاوضات مع الولايات المتحدة بسرية تامة، إذ ترفض الحكومة الخوض في تفاصيل هذا الملف. لكن مصادر دبلوماسية أبلغت “العرب”، بأن الوفد الأميركي للتفاوض مع العراق في بغداد، يضم مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شنكر، وقائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال كينيث، من دون الكشف عن أي تفاصيل فنية، تتعلق بطبيعة المفاوضات. ووفقا لمصادر سياسية عراقية، فإن الوفد الأميركي يفترض أن يعقد سلسلة اجتماعات مع ممثلي السلطات العراقية فضلا عن ممثلي أهم الجماعات السياسية في البلاد. وكان السفير الأميركي في العراق ماثيو تولر قد قال في وقت سابق إنّ الحوار الاستراتيجي المقرر إجراؤه بين بلاده والعراق منتصف يونيو الجاري، لن يقتصر على التعاون الأمني بين الطرفين لكنّه سيشمل مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية وحتّى الثقافية. فيما تحدثت مصادر سياسية عراقية عن بذل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي جهودا كبيرة من أجل حل عقدة وزارة الخارجية التي لم يتمكن حتى الآن من تعيين شخصية على رأسها بسبب تنافس الأحزاب عليها، حيث إن تواصل هذا الشغور غير ممكن في ظل الاستعداد لبدء الحوار الاستراتيجي مع واشنطن. وتتساءل أوساط سياسية في العراق بشأن قدرة بغداد على إدارة حوار جادّ وندّي مع قوّة عظمى من حجم الولايات المتّحدة وتحصيل مكاسب من ورائه وفرض التغييرات المنشودة في العلاقات القائمة حاليا بين البلدين في اتّجاه يخدم المصالح العراقية العليا، في حين أنها تشكو واقعا مثقلا بالأزمات.

مشاركة :