يصاب كثيرون بمشكلة ارتفاع الكولسترول في سن مبكرة جداً، من بينهم حفيدي. قد لا يستهلكون كثيراً من المأكولات السريعة ويمارسون رياضات عدة لكن يكون ارتفاع الكولسترول شائعاً في عائلتهم. هل يمكن أن تكون المشكلة وراثية؟ وفي هذه الحالة هل تظهر في سن مبكرة لهذه الدرجة؟ يمكن أن يكون ارتفاع الكولسترول وراثياً طبعاً، وقد تظهر المشكلة في سن مبكرة لدى بعض الناس. لن تتمكن من تغيير المعطيات الوراثية، لكن يمكنك أن تقوم بخيارات فاعلة في أسلوب الحياة للتحكم بمعدل الكولسترول. إذا لم تكن هذه الخطوة كافية، يصبح الدواء الذي يساهم في السيطرة على الكولسترول خياراً متاحاً أيضاً. الكولسترول عنصر شمعي يقع داخل الدهون في الدم ويحمله الدم عند اتصاله بالبروتينات. يُسمّى هذا الخليط من البروتينات والكولسترول “البروتين الدهني”. ربما سمعت عن مختلف أشكال الكولسترول التي ترتكز على النوع الذي يحمله البروتين الدهني. يُسمّى البروتين الدهني منخفض الكثافة “الكولسترول السيئ” أحياناً، فينقل جزيئات الكولسترول داخل الجسم. يتراكم الكولسترول السيئ على جدران الشرايين، ما يزيدها صلابة ويضيّقها. أما البروتين الدهني مرتفع الكثافة، فيشير إلى الكولسترول الجيد ويحمل فائض الكولسترول ويعيده إلى الكبد. يحتاج الجسم إلى كمية من الكولسترول لبناء خلايا سليمة، لكن قد يؤدي فائض الكولسترول إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. وبسبب ارتفاع الكولسترول، لا سيما مستويات الكولسترول السيئ، قد تنشأ رواسب دهنية في الأوعية الدموية. في النهاية، يمكن أن تُصَعّب تلك الرواسب تدفق الدم عبر الشرايين. وحين يحصل ذلك، قد لا يتلقى القلب الكمية التي يحتاج إليها من الدم الغني بالأوكسجين، ما يعني زيادة مخاطر النوبات القلبية. وإذا تراجع تدفق الدم نحو الدماغ، قد تحصل جلطة دماغية. ارتفاع الكولسترول شائع في بعض العائلات وتؤثر المعطيات الوراثية في مستواه. قد تمنع التركيبة الجينية الخلايا مثلاً من استخراج الكولسترول السيئ من الدم أو تجعل الكبد ينتج كمية مفرطة من الكولسترول. نصائح حين يصاب الصغار بارتفاع الكولسترول، مثل حفيدك، تقضي أولى الخطوات بتغيير أسلوب الحياة. يمكن الاستفادة طبعاً من ممارسة تمارين منتظمة والحفاظ على وزن سليم للسيطرة على مستويات صحية من الكولسترول. يبدو أن حفيدك يمارس الرياضة أصلاً ويجب أن يتابع هذه النشاطات إلى أن يتحرك لثلاثين دقيقة يومياً على الأقل. ويجب أن يحدّ أيضاً من الوقت الذي يمضيه أمام الحواسيب والأجهزة اللوحية والتلفزيون والهواتف. الحمية الصحية ضرورية أيضاً للسيطرة على الكولسترول. قد يصبح التعاون مع اختصاصي تغذية مفيداً جداً للعائلات التي تشمل أولاداً مصابين بارتفاع الكولسترول. يمكن أن يقيّم الاختصاصي العادات الغذائية ويوصي بتعديلات مثل تجنب المأكولات المصنّعة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والسكريات مثلاً. وقد يقترح أيضاً خيارات غذائية صحية ووصفات تناسب العائلة كلها. في بعض الحالات، قد لا تكون تعديلات أسلوب الحياة كافية لمراقبة مستوى الكولسترول، فيصبح الدواء ضرورياً لاستعادة معدل صحي. يجب أن يتراجع هذا المعدل لدى الأولاد لأن ارتفاع الكولسترول قد يؤدي إلى تضيّق الشرايين وتصلّبها ما لم يُعالَج بالشكل المناسب، ما يزيد احتمال التعرّض لمشاكل صحية حادة في مرحلة لاحقة من الحياة.
مشاركة :