شاركنا نحن في الألعاب الأولمبية منذ عام ١٩٧٢م، وفي ١٠ دورات خلال ٤٤ سنة، وستكون مشاركتنا الحالية للمرّة الحادية عشرة، وبلغت حصيلتنا الكليّة من الميداليات كالتالي: ميداليات ذهبية: zero!. ميداليات فضية: واحدة في الجري عام ٢٠٠٠م!. ميداليات برونزية: واحدة في الفروسية عام ٢٠٠٠م، وأخرى عام ٢٠١٢م!. وهي حصيلة متواضعة لا ترقى لما أنفقناه على الرياضة خلال نصف قرن، ومقارنةً بحصيلة بعض الدول العربية والإفريقية الأقلّ منّا إمكانيات، فضلاً عن حصيلة الدول المتطوّرة!. ونحن معذورون في الألعاب الأولمبية الشتوية، حيث لا ثلوج لدينا نتدرّب عليها، غير أنه لا عذر لنا للألعاب الأولمبية الصيفية، وشاب القصور خططنا للنهوض برياضتنا الأولمبية، هذا إن كانت لدينا خطط في السابق، وركّزنا على كرة القدم وفلِحْنا فيها قليلاً ثمّ انتكست هي الأخرى، وكُنّا بعد كلّ دورة أولمبية نسمع جعجعةً من مسؤولينا واتحاداتنا الرياضية عن طحنٍ هذه المرّة للدورة التي ستليها بعد ٤ سنوات، وكان بالإمكان أن يُثمِر هذا لو كان عملاً احترافيًا في الواقع لكنه كان أشبه بالتمنّي، بينما خطّطت الدول الأخرى لا لفترة ٤ سنوات فقط بل لاكتشاف مواهبها الرياضية منذ طفولتهم، وتبنّيهم وتدريبهم المستمرّ ومتابعتهم وتحفيزهم المعنوي والمادي لما لا يقلّ عن ١٠ إلى ١٥ سنة من أعمارهم، وساعدهم في ذلك توفّر البيئة الرياضية النموذجية من منشآت ومدرّبين وبطولات للمرحلة المدرسية التي هي الأهم للرياضة ممّا نفتقر نحن إليه، فصنعوا أبطالاً أولمبيين يُشرّفونهم في المحافل الدولية!. لا أعلم ما ستكون حصيلتنا هذه المرّة، لكني أعلم أنّ الرياضة لا تقلّ أهمية عن مجالات التنمية، وهي صناعة تحتاج لعمل دؤوب، وتطويرها مطلوب لأنها مرآة لتقدّم الأمم والشعوب!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :