سنة فاشلة!! | طلال القشقري

  • 4/21/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

استوقفني كاريكاتير جريدة المدينة مؤخرًا، عن طالب جامعي يقف على عتبة باب سنته التحضيرية، وهو يدعو الله أن يُعيذه من علمٍ لا ينفع، في غمزة صريحة لفشل هذه السنة على أرض الواقع!. ذكّرني ذلك بوصف سابق لبعض الأكاديميين عن السنة التحضيرية بأنّها سنة ضائعة!. وأنا أتفق مع الكاريكاتير والأكاديميين، وأعتقد أنّ سبب فشلها وضياعها هو دراسة الطُلّاب فيها لمسارات تعليمية متباعدة عن بعضها، بينما السنة التحضيرية الناجحة تكون لمجموعة متجانسة من الطُلّاب تهدف للتخصّص الدراسي الواحد في مجالات متقاربة!. لهذا نجحت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وحدها في برنامج السنة التحضيرية، فالتخصّص الهندسي هو السائد فيها، وفشلت الجامعات الأخرى لاختلاط حابل الطُلّاب بنابلهم، وتعارض أهدافهم، وتعامل الجامعات معهم وكأنّهم في المرحلة الابتدائية لا يعلمون رغباتهم التخصّصية، ويحتاجون لتوجيه دائم فيما يحتاج وفيما لا يحتاج!. وها قد مضت سنوات تُقارب العشر على الجامعات الأخرى وهي تُجرّب السنة التحضيرية، وها قد ثبت فشلُها، ويكفي كدليل لذلك إجبارُ آلاف الطُلّاب للتخصّص فيما لا يهوونه، ولم نسمع من إدارات هذه الجامعات ولا من وزارة التعليم ما يُفيد أنها تُقيِّم جدّيًا السنة التحضيرية، أو تُجنّبها سلبياتها، والمُتضرّر الوحيد هم طُلّابنا، ولكم أن تتصفّحوا أيّ مُنتدى إلكتروني لهم لتعرفوا مدى تضجّرهم وحيرتهم من السنة التحضيرية، وكأنهم في لعبة متاهة قد عرفوا مدخلها لكن لم يعرفوا مخرجها المناسب لحياتهم الدراسية والمهنية!. ما يُضير الوزارة والجامعات إن أقرّت بفشل هذه السنة؟ أو على الأقل بعدم نجاحها بنسبة كبيرة من باب دبلوماسية القول؟ وأن تسعى للبديل الناجح؟ فالتحضير هو أساس نجاح كلّ شيء، فإن فشل فهل سينجح ما اتّكأ وارتكز عليه؟. لا أظنّ!. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :