بعض الدراسات تُشير إلى أن 12% من مُجمل ما يقدَّم عبر الإنترنت هو مقاطع إباحية ومشاهد جنسية, فهي تنمو بشكل مُخيف خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي يبدو أن المؤسسات المعنية (بحجب هذه المواقع) باتت عاجزة عن مُلاحقتها, عندما تحول الترويج من (المواقع المُتخصصة) إلى (الحسابات الإباحية), المُستخدم يجد نفسه أمام بعض هذه (المقاطع) سواءً كان مُتعمداً أو عن طريق الخطأ, وفي كلتا الحالتين هناك أضرار نفسية وأخلاقية, وكأنه سُمح لهذه المقاطع بالمرور؟ أو أننا استسلمنا وعجزنا عن المواجهة؟! لك أن تتخيل بأن (وحدة الإنترنت) بمدينة الملك عبدالعزيز كانت تتلقى عام 2002م أكثر من 500 طلب يومياً لحجب مواقع أغلبها (إباحي) في السعودية, لم تكن المدينة في ذلك الوقت قادرة على تلبية نصف هذه الطلبات - بحسب محاضرة لمدير العمليات بالمدينة - ولكنها ناضلت وحيدة لعدة سنوات من أجل التصدِّي لحِيل وروابط كسر (البروكسي آنذاك), للأسف ركنّا جميعاً إلى جهد المدينة سنوات طويلة, واعتبرناها المسؤولة الوحيدة كجدار أمان وسد منيع في وجه هذه المحاولات, قراصنة الترويج كانوا أكثر قدرة وسرعة في تطوير أدواتهم للمرور, مع الانشغال بحجب مواقع أكثر خطورة وضرراً.. إلخ ! الصورة اليوم تبدو (قاتمة) ومُزعجة - وكأن المُجتمع مُتسامح في هذه القضية - فلا يجب أن يستمر الصمت المُجتمعي أكثر من ذلك, مع سهولة وصول المراهقين والمراهقات إلى هذه المُعرِّفات والحسابات الإباحية, فلا إحصاءات, ولا دراسات جادة تشير إلى حجم المشكلة أو تعترف بخطرها, أو على الأقل تدل على خطوات عملية توازي هذا الانتشار, علينا أن نُدرك أن الفساد الأخلاقي بمتابعة الحسابات الإباحية لن يبقى حبيساً في جهاز (المُستخدم وحده)، بل سينعكس على سلوك الفرد وسيظهر حتماً على السطح ليؤثِّر في أخلاق المجتمع.. (البروكسي) الحقيقي كما وصفه أحد الخطباء؟ يكمن في مخافة الله عزَّ وجلَّ أولاً؟ ثم في دور التربية؟ والقرب من المراهقين والمراهقات والانفتاح عليهم..؟! الأمر يتطلب تحركاً (نحو الفضيلة) من نوع آخر! وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :