أن أكون (سعودياً) لا يعني تحملي لكل الظروف المناخية (شديدة الحرارة) التي تمر بها بلادنا هذه الأيام، خصوصاً مع امتناع العديد من المنشآت الخاصة والحكومية في تفهم (ظروف الطقس)؟ بمنح الموظفين أي إجازة، أو على الأقل تخفيف ساعات الدوام خلال (الأسبوعين المُقبلين) مع تحذيرات تجاوز درجات الحرارة الـ(50 درجة مئوية) في بعض المناطق! لا أحد يتحدث عن (ظواهر نفسية) تنتج بسبب أجوائنا المناخية؟ تتعلق بسرعة الانفعال، وضعف الإنتاج، مع غياب نشر أي دراسات أو أبحاث سعودية محلية عن تأثر (المزاج النفسي) بارتفاع درجة الحرارة؟ رغم علم الاستشاريين النفسانيين بهذا الأمر؟ الذي قد يصل إلى الاكتئاب أو الانتحار -لا سمح الله- في بعض الحالات، بل عندما سألت أحدهم -يوم أمس- عن سبب إخفاء مثل هذه الظواهر؟ قال لم يطلبها منا أحد! لو تم تحليل تأثير (حرارة الجو) على نفسية بعض أفراد مُجتمعنا؟ ونشر نتائج ذلك، لتمكن الإنسان أولاً من تقييم الأمر، ومراجعة نفسه، وتجنب بعض المواقف والتصرفات غير المقصودة التي قد يقع فيها، كما سيساعد ذلك أصحاب المُنشآت والأعمال، ومسؤولي الجهات الحكومية على تفهم انخفاض إنجاز بعض الموظفين، وتقسيم العمل بشكل عادل يُخفف الضغط عليهم في مثل هذه الأجواء المناخية! العلماء يربطون بين ارتفاع درجات الحرارة، واستعداد الإنسان (للسلوك العدواني) الغاضب عندما يتم استثارة واستفزاز الكثيرين لأسباب (تافهة)، لو مروا بها في (أجواء مناخية) مُختلفة لتصرفوا بشكل أفضل و مُغاير, وأكثر هدوءاً وتفهماً، ويمكنك مشاهدة المناكفات والمشاحنات والمُشاجرات التي تقع بين بعض الناس في الشارع، أماكن العمل، الأسواق التجارية.. وغيرها، ومدى علاقة ذلك بحرارة الجو! البشر لا يتحملون تأثير (حرارة الطقس) بذات الدرجة لذا من الحصافة محاولة (فهم) نفسية الآخرين في مثل هذه الأيام ومعرفة مدى تأثرهم واستعدادهم (للانفجار) قبل الدخول معهم في أي نقاش أو حوار أو خلاف! وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :