المصيبة في بلاد الواق واق والهاشتاق سعودي

  • 8/8/2016
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر المجتمع السعودي في آخر إحصائية من الأكثر استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي في العالم و أكثرها تفاعلا حيال ما يجري ليس في الداخل فقط، بل وفي الخارج وبصورة أكبر حتى لو كان الأمر لا ناقة لهم فيه ولا جمل. ووصل حد التفاعل من المجتمع السعودي حيال أمور تحدث خارج حدوده لدرجة أن بعض أفراد المجتمع السعودي حدد مسار علاقته مع أصدقائه حسب توجهات وأحداث وقعت خارج الحدود. وأصبحنا الأكثر والأسرع في التحرك لعمل هاشتاقات تتعاطف أو تندد لأمور تحدث في بلاد بعيدة عنا. ويحاول الكثير ربط أمور خارجية ليس لنا دخل فيها أو ليس لها تأثير مباشر علينا وعلى حياتنا اليومية. ولدى مجتمعنا أقلام تربط كل شيء في الخارج بأرض الوطن. ولكن أكثر شيء محير للكثير من مراقبي التواصل الاجتماعي في الوقت الحاضر وقبله من مراقبي التوجهات السياسية للمجتمعات قبل طفرة وسائل التواصل الاجتماعي هو أنه في كثير من الأحيان يتصرف بعض أفراد مجتمعنا بحماس أكثر من أفراد البلاد ذات الشأن. وقد رأينا ذلك في الماضي أثناء الغزو الروسي لأفغانستان وكيف أن بعضنا يتحدث عن ما يحدث في أفغانستان بحماس أكثر من الأفغان. ورأينا قبل فترة قريبة أسلوب النقاش حيال ما حدث في تركيا وكأنه شأن محلي. وبالطبع لم يبق أمر حدث في الخارج إلا ووضع له أفراد من المجتمع السعودي هاشتاق يتعاطف معه أو يندد به. ولكن الأمر الأكثر غرابة هو أننا مجتمع يتعاطف مع الكل في وقت لا نرى أو نسمع أي شيء في المقابل بأن نرى أجانب يضعون هاشتاقات تقف معنا في أي وقت تمر فيه المملكة بأي ظرف كان. بل بالعكس فما أن تمر المملكة بأي ظرف طارئ أو خبر أو تقرير مفبرك عنا فلا تسمع سوى كلمات فيها لمز أو شماتة دون أن نرى اي نبرة تدل على تعاطف لمواقفنا. وغير وسائل التواصل الاجتماعي فما زلنا مثلا نرى وبصورة مستمرة نسمع الكثير من الأحاديث العامة أو خطب المساجد تركز على ما يجري في الخارج. ولو تابعت ما يجري فسترى أن ما تم تخصيصه مثلا للدعاء لجنودنا البواسل لا يقارن بما نسمعه من دعاء لجماعات خارج حدودنا لا نعرف لأي جهات تتبع وعلى ماذا تخطط ومن اين تتلقى الدعم وما هي أهدافها الحقيقية؟. وهذه الأحاديث داخل مجتمعنا والهاشتاقات التي تخص الخارج بدأت تبث نوعا من الفرقة بين ابناء البلد الواحد في أمور ليس للمواطن العادي دخل فيها. فهناك امور في دهاليز السياسة تحكمها المصالح وتتحكم فيها متغيرات يجهلها الكثير من الأفراد. ولذلك من الأفضل للمواطن أن يركز على بناء الوطن وعلى ما يزيد من اللحمة الوطنية ويتحدث بعقلانية عن ما يجري في الداخل لإصلاحه ويترك ما يجري في البلاد البعيدة لأهل تلك البلاد.

مشاركة :