أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أن الدين الإسلامي قائم على الوسطية، مضيفا إننا في الوقت الراهن أحوج ما نكون إلى الاعتدال، سيما وأن الأفكار الهدامة والتيارات بكل أشكالها وصورها تعصف بالأمة العربية. وقد اطلع سموه على خطة تحويل كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي لمركز للاعتدال يحارب التطرف والغلو بكل أشكاله وأنواعه. وشدد سموه خلال الاجتماع الذي ترأسه في مكتبه بجدة أمس الأحد لتحويل الكرسي إلى مركز، على أهمية الاستفادة من أبحاث الكرسي وتحويلها لبرامج وعمل ميداني ومبادرات لتحقق أهداف الكرسي الرامية لمحاربة الغلو بكل أشكاله، وتعمل على ترسيخ الاعتدال في نفوس الشباب وعامة الناس. واستعرض أمير مكة جهود الكرسي لتأصيل منهج الاعتدال خلال الفترة الماضية وإسهاماته في محاربة التطرف والغلو، والتي حاز على ضوئها بجائزتين محلية وأخرى إقليمية، تقديرًا وعرفانًا لجهوده في نشر قيم الاعتدال و الوسطية ومحاربة التطرف والإرهاب. وبحسب العرض المقدم فقد اعتمد الكرسي استراتيجية على التأصيل العلمي والبناء المعرفي في نشر الاعتدال ونبذ التطرف، مستندًا في ذلك على ثلاثة محاور هي: البحث العلمي البالغ مجموع أبحاثه 72 بحثًا علميًا، و6618 صفحة في موسوعته العلمية، ومحور التدريب والتأهيل لأكثر من 30 ألف مستفيد من الشباب والفتيات، ومحور الأدلة التربوية والمناهج التعليمية، المتمثل في مشروع منظومة الاعتدال وأدلة نشاطات الاعتدال التربوية. وبعد تحويل الكرسي إلى مركز فإنه سيواصل تحقيق أهدافه بإلقاء المزيد من الضوء على منهج الاعتدال السعودي منذ تأسيس المملكة، والعمل على غرس مفهوم الاعتدال بين أبناء وبنات المملكة من النشء والشباب والكبار، إلى جانب الإسهام في تعزيز قيم الاعتدال، وتعميق روح الانتماء للوطن، ورصد وتوثيق جهود رموز الدولة السعودية منذ إنشائها وحتى هذا الوقت الحاضر في مجال تعزيز الوسطية، بالإضافة للإسهام في رفع الوعي المجتمعي وثقافته في مجال الاعتدال السعودي. وسيقيم المركز حلقات نقاش في مختلف المدن لتوعية الشباب. وكان كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي أنشئ قبل نحو خمسة أعوام وذلك بعد أن ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حينها محاضرة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة تحدث فيها عن تأصيل الاعتدال.
مشاركة :