يُجري الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة ثلاثية تُعقد في باكو بمشاركة الرئيس الأذري إلهام علييف، تناقش آفاق التعاون بين الدول الثلاث، لا سيّما ربط طرق الترانزيت بين الشمال والجنوب. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيسين الروسي والإيراني سيبحثان في آفاق التعاون الفني والدفاعي بين طهران وموسكو، لافتاً إلى رغبة إيران في الحصول على تجهيزات عسكرية روسية وتعزيز التعاون العسكري، بما في ذلك تنفيذ مناورات مشتركة. وأشار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى أن موسكو وطهران تعملان لترسيخ التعاون العسكري بين الجانبين، لافتاً إلى موافقة على تنفيذ مناورات عسكرية مشتركة ستكون الأولى بين البلدين. وكان البلدان وقّعا عام 2015 اتفاقاً حدّد آفاق الأطر القانونية لتعزيز تعاونهما العسكري على المدى البعيد. وتنظر أوساط إيرانية بأهمية إلى قمة روحاني – بوتين، إذ تأتي وسط ظروف أمنية وعسكرية تشهدها المنطقة، خصوصاً في ظل الحوار الأميركي - الروسي حول الأزمة السورية، والحوار الاستراتيجي بين طهران وموسكو، والذي وضع أساسه لقاء بوتين ومرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي عام 2015. وأشار بوتين إلى اهتمام موسكو بتعزيز شراكتها الإقليمية مع طهران، إذ رأى في الأمر عاملاً مهماً في حفظ استقرار وأمن مساحات شاسعة من أراضي آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين حتى الشرق الأوسط. وشدد روحاني لدى مغادرته طهران متوجهاً إلى باكو، على أهمية القمة الثلاثية المرتقبة اليوم، معتبراً أنها «ستكون مؤثرة من حيث تنمية العلاقات مع الجيران وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في ضوء الظروف الخاصة التي تمرّ بها». وأضاف أن علاقات إيران مع أذربيجان شهدت «نموّاً جيداً» خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى أن العلاقات بين طهران وموسكو «تتّجه لتصبح استراتيجية، ولدينا مشاركة جيدة في القضايا الإقليمية والدولية». وعشية قمة باكو، أعلن السفير الإيراني في موسكو مهدي سنائي أن بوتين أصدر عفواً عن سجينين إيرانيين كانا اعتُقلا في روسيا قبل ثلاث سنوات وحُكم بسجنهما لـ12 و14 سنة. ولم يحدد الاتهامات الموجهة إليهما. إلى ذلك، أكد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز أن إيران احترمت الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الست. وقال: «إنه اتفاق سيء، لكنه أمر واقع. وخلال السنة الأولى (لتطبيقه) لم نرصد أي خرق كبير له من الإيرانيين، لكن ما زال من السابق لأوانه الاستنتاج أن الاتفاق الممتد على 12 سنة، يُعتبر نجاحاً». على صعيد آخر، أكد الناطق باسم القضاء الإيراني غلام حسين محسني إيجئي إعدام العالِم النووي الإيراني شهرام أميري شنقاً، اثر إدانته بإفشاء «معلومات فائقة السرية عن النظام إلى العدو، من خلال صلته بالولايات المتحدة». وأشار إلى أن «المحكمة الابتدائية حكمت بإعدامه منذ البداية»، وتابع: «لم يكن هذا الشخص يتصوّر أن جهازنا الاستخباراتي كان يعرف ماذا يفعل، وخدع الولايات المتحدة في هذا الملف». وكان أميري اعتُقل عام 2010 لدى عودته إلى إيران آتياً من الولايات المتحدة، بعدما دانته محكمة بالتجسس لمصلحة واشنطن. وحظي باستقبال رسمي لدى عودته إلى مطار طهران، ثم لم ترِد أخبار عنه.
مشاركة :