بعد أيام من جلسات الحوار اللبناني التي ضمت كل القوى السياسية، سجل لبنان وللمرة الـ43، فشلا جديدا في انتخاب رئيس للجمهورية، إثر امتناع نواب فريق الثامن من آذار بقيادة حزب الله عن دخول قاعة مجلس النواب "البرلمان"، للتصويت لمصلحة أي من المرشحين العماد ميشال عون أو النائب سليمان فرنجيه، ليؤجل رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة الانتخاب إلى مطلع سبتمبر القادم. وقال مراقبون إن حزب الله إلى جانب أجندته السياسية الموالية لإيران، ما زال يجمع شتات نفسه بعد الهزيمة العسكرية الكبرى التي مني بها في حلب، وبالتالي فإن ملف الرئاسة اللبنانية سيكون في آخر اهتماماته. ولفت المراقبون إلى أن فشل البرلمان في اختيار رئيس كان متوقعا رغم جلسات الحوار الوطني التي عقدت على مدى ثلاثة أيام نوقش خلالها موضوعات تطوير النظام السياسي اللبناني وتطبيق اللامركزية الإدارية والبحث في مجلس الشيوخ، دون الاتفاق على السبب الأساسي لعقد طاولة الحوار، وهي انتخاب رئيس الجمهورية بعد أكثر من عامين على الفراغ في قصر بعبدا. وأضاف المراقبون أن حزب الله حاول خلال جلسات الحوار الوطني الترويج لما يسمى "السلة المتكاملة" لإتمام قبضته على البلد عبر إيصال مرشحيه إلى قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، والإطاحة نهائيا باتفاق الطائف وإقامة المؤتمر التأسيسي، إلا أن فريق الرابع عشر من آذار أحبط هذه المحاولة من خلال التأكيد على عدم تجاوز المتحاورين اتفاق الطائف الذي يعتبر السقف الدستوري الأساسي لأي حوار في لبنان. اتفاق الطائف وحسب أستاذ القانون الدستوري في الجامعة اللبنانية، الدكتور وسيم المنصوري، فإن رفض تيار المستقبل موضوع السلة المتكاملة جاء لأنه يصب في مصلحة حزب الله ويضرب الوحدة الوطنية اللبنانية، حيث سيسمح للأخير بتطبيق "المثالثة السياسية" بشكل نهائي وغير قانوني. وقال "إن الترويج للمثالثة سيكون له تداعيات كارثية على المستوى السياسي والاجتماعي. ولن تجد آلية واضحة لتطبيقها في الظروف الحالية"، داعيا إلى الحفاظ على الصيغة اللبنانية، وتفعيل المشاركة بين المسيحيين والمسلمين، ووضع قانون انتخابات عصري قائم على أن لبنان دائرة انتخابية واحدة وفق مبدأ النسبية. وأضاف "هذا ما نص عليه اتفاق الطائف الذي بكل أسف لم ينفذ حتى الآن.. لذلك دعونا نطبق اتفاق الطائف ونذهب سريعا إلى انتخاب رئيس للجمهورية". لا سيناريوهات أخرى وأوضحت تقارير أن الحوار الوطني فشل في الاتفاق على رئيس جديد للبنان، خاصة مع استمرار رفض تيار المستقبل ترشيح العماد ميشال عون المتحالف مع حزب الله الذي يضع فيتو على الانتخابات الرئاسية بشكل عام، وحتى حدوث تطورات إقليمية في سورية سيبقى فيتو حزب الله – إيران، قائما، مما يعني تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى أجل غير مسمى. وفيما تحدثت تسريبات سياسية عن سيناريو آخر وهو البحث بين تيار المستقبل وحزب الله عن مرشح توافقي للخروج من أزمة الفراغ الجمهوري، نفى تيار المستقبل تماما هذا التوجه، مؤكدا تمسكه بترشيح
مشاركة :