في وقت حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس بأنّ «حزب الله» قادر على جَرّ لبنان إلى الحرب، داعيا إلى «نزع سلاحه»، قال مراقبون إن حزب الله يقابل ببرود المواقف الدولية من سلاحه وتدخلاته ومن العقوبات التي تفرض عليه ومخاطر دفع لبنان الثمن في اقتصاده خصوصا وأن عيون الدول الأوروبية عليه فيما يتعلق بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة من أجل تنفيذ مبادرات دعم لبنان التي جاءت عبر المؤتمرات الدولية لاسيما مؤتمر سيدر في باريس. وحسب المراقبين فإن حزب الله من خلال تعقيده أمور تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة ووضع العراقيل أمام الرئيس المكلف سعد الحريري، تارة عبر توزيع الحصص وفقا للأحجام وتارة بالإصرار على تمثيل سنة 8 آذار حلفاء حزب الله التي يحركها الحزب وفقا لأهوائه ومصالحه وارتباطه بالنظام السوري، مشيرين إلى أن ذلك اتضح أكثر للمجتمع الدولي بأن حزب الله يضرب بعرض الحائط كل مصالح اللبنانيين ولا يعير أي أهمية لانهيار الدولة بل يعمل على العكس تماما بسرية وعلنية. وكان الحريري قد أكد أنه لن يوقع مرسوم حكومة فيها ممثل 8 آذار، إلا أن الحزب تمسك بأتباعه داخل الحكومة المقبلة. تهديد ووعيد وأضاف المراقبون أن الحزب لا يكف عن التهديد والوعيد، متجاوزا الخطوط الحمر باصطفافه إلى جانب إيران والسير بركب لبنان إلى التعاون مع حلف يسعى إلى تخريب أمن المنطقة ويهدد السلم في أكثر من بلد، فهو لا ينفذ سياسة النأي بالنفس بل على العكس تماما يعتبر نفسه أنه غير ملزم بقرارات الحكومة اللبنانية ويسعى للانقلاب على كل اتفاق داخلي والانقضاض على السلطة عبر السعي للسيطرة على مفاصل الدولة لقلب موازين القوى التي تسمح له بتعديل المسارات الداخلية في خدمة مشروع إيران.
مشاركة :