حذر خبراء من الآثار السلبية لحوادث السير وإصاباتها على التنمية، وأشاروا إلى أن مصابي الحوادث يشغلون مساحات واسعة في أسرة المستشفيات، وبحسب أطباء فإن معظم ضحايا الفواجع المرورية من الفئات العمرية بين 18 و25 عاما. وبحسب خبير جراحة العظام واستشاري تنظير وتركيب المفاصل الصناعية فاضل عابدين فإن 32% من أسرة المستشفيات في المملكة تشغلها حالات الحوادث المرورية، لافتا إلى أن أكثر الإصابات الناتجة عن الحوادث هي الكسور خصوصا العمود الفقري. وتشكل الفئة العمرية من 18 إلى 25 عاما الأكثر تعرضا للحوادث نتيجة السرعة المفرطة وتجاوز الإشارة المرورية وعدم التقيد بقواعد السير والمرور. ولفت إلى أن نظام ساهر أسهم كثيرا في الحد من الحوادث المؤلمة وفي تعريف المجتمع بالأنظمة المرورية، غير أن الحاجة ماسة لاستمرار الحملات خصوصا بين فئة الشباب. وفي السياق ذاته، يرى استشاري طب العيون الدكتور ياسر المزروعي أن تأثير الحوادث المرورية لا تتوقف على فقدان أجزاء من الجسد أو كسور العظام، فهناك حالات فقدت بصرها نتيجة الحوادث، مبينا أن دراسات أوضحت أن الدول العربية تفقد مواطنا كل 15 دقيقة في حادثة مرورية. كما تشير السجلات الرسمية إلى أن أكثر من نصف مليون حادثة تسجل سنويا في الوطن العربي، وتخلف ما يزيد على 36 ألف قتيل و400 ألف جريح ومعاق، إلى جانب ما تخلفه الحوادث من خسائر اقتصادية كبيرة. وتابع المزروعي أن تكلفة حوادث السير في البلدان النامية تتراوح بنحو 70 إلى 100 مليار دولار سنويا، موضحا أنه في العالم النامي يقيم 70 مليون مريض في المستشفيات سنويا، نتيجة تعرضهم لحادثة مرورية، وتشغل هذه الإصابات 25 % من أسرة المستشفيات. وبين أن هناك نحو 1.2 مليون شخص يموتون بسبب حوادث الطرق سنويا، وهناك ما بين 30 و50 مليون إصابة قد تصل نسبة العجز والقصور فيها إلى 30 %، ويعيش أكثر من 80 % من هؤلاء بالدول النامية، على رغم أنها لا تملك أكثر من 20 % من عدد المركبات. وشدد استشاري طب العيون على ضرورة التطبيق الحازم للأنظمة، ولا سيما أن أكبر المسببات للحوادث المرورية هي السرعة الزائدة وتجاوز الإشارة الحمراء، منوها أن نظام ساهر أسهم في خفض نسبة الحوادث، إلا أن الحاجة ماسة لاستمرار الحملات المرورية والتوعية ولا سيما بين الشباب، موضحا أن قرار تعديل بعض فقرات أنظمة المرور سيترتب عليه المزيد من الإيجابيات إلى أن نصبح أقل دولة في إصابات الحوادث. أما الدكتور محمد عبدالعزيز استشاري العظام فقد دعا إلى إدراج مادة للتوعية بأخطار حوادث المرور في مراحل التعليم العام للطلاب، مشيرا إلى أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية أوضحت أن الإصابات الناجمة عن حوادث السير تحتل المركز التاسع في سلم الأمراض، حسب إحصاءات عام 1990، وستصبح في المركز الثالث عام 2020، وذلك في الدول منخفضة الدخل بسبب عدم اتخاذ الإجراءات الملائمة لمنع تفاقم حجم المشكلة وما ينجم عنها من خسائر جسدية ومادية. وخلص إلى القول: إن قرار مجلس الوزراء بشأن تعديل الأنظمة سيكون له انعكاسات إيجابية تهدف إلى المحافظة على سلامة البشر.
مشاركة :