مع استمرار القصف الجوي لطيران النظام السوري لمدينة حلب بالبراميل المتفجرة أمس، أعلن مقاتلون من المعارضة السورية بدء حملة جديدة على محافظة حلب لاستعادة السيطرة على مناطق فقدتها المعارضة في وقت سابق، فيما عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن ثقته بالتزام سوريا بالمهلة المحددة للتخلص من أسلحتها الكيماوية، حذر وزير الخارجية الأمريكي بأن بلاده لن تنتظر لسنوات أخرى لإيجاد طريقة لإنهاء النزاع السوري، وعارضت روسيا التحرك لاستصدار قرار دولي في مجلس الأمن لإدخال المساعدات الإنسانية للمدن السورية المحاصرة. وأعلن مقاتلو المعارضة السورية أمس شن حملة عسكرية جديدة على محافظة حلب بشمال سوريا بعد أيام من تصعيد القوات الحكومية لهجماتها الجوية في محاولة لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة وطرد السكان منها. وانضم أكبر تحالف لقوات المعارضة السورية والمعروف باسم الجبهة الإسلامية إلى جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا لشن هجوم اطلقوا عليه اسم «واقترب الوعد الحق». وقالت قوات المعارضة في بيان مشترك «تطالب غرفة عمليات «واقترب الوعد الحق» كافة العسكريين المتواجدين في المقرات بالتوجه إلى جبهات القتال وإلا سيتعرضون للمساءلة والمحاسبة». من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طيران القوات السورية قصف أمس بالبراميل المتفجرة مناطق في حي مساكن هنانو ومنطقة السكن الشبابي في حي المعصرانية في مدينة حلب شمال سوريا. وأوضح المرصد في بيان أن الطيران المروحي ألقى برميلاً متفجرًا على مناطق في حي الزبدية ترافق مع فتح الطيران نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في حي المشهد في حلب. يذكر أن قوات الرئيس السوري شنت في الآونة الأخيرة سلسلة هجمات على مدينة حلب باستخدام البراميل المتفجرة وهي عبارة عن براميل نفط أو اسطوانات مملوءة بالمتفجرات والقطع المعدنية. وفي سياق متصل قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس إنه واثق من أن سوريا ستلتزم بمهلة تحل في 30 يونيو للتخلص من برنامجها للأسلحة الكيماوية بالكامل بموجب الخطة الروسية الأمريكية. وأضاف مون «بالنسبة للأسلحة الكيماوية السورية أعتقد أن العملية تتحرك بسلاسة رغم أن هناك قدرا من التأخير». وكانت سوريا قد فوتت المهلة المحددة لتسليم مخزونها من الأسلحة الكيماوية بحلول الخامس من فبراير مما أثار مخاوف من ألا تتمكن من تنفيذ الخطة التي جنبتها هجوما صاروخيا محتملا تقوده الولايات المتحدة. إلى ذلك وفيما تستعد بلدان غربية وعربية للعمل من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو إلى تحسين سبل توصيل المعونات إلى سوريا التي تمزقها الحرب قالت روسيا أول أمس إن الوقت الآن غير مناسب لمثل هذه الخطوة. وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين «نحن نعارض التحرك لاستصدار قرار الآن في مجلس الأمن. وليس الوقت مناسبا لمناقشة أي قرار في مجلس الأمن». وتقول الأمم المتحدة ان نحو 9.3 مليون سوري أو قرابة نصف السكان يحتاجون إلى المساعدة وعبرت رئيسة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس مرارًا عن استيائها أن العنف والقيود البيروقراطية تبطيء توصيل المعونات الإنسانية. ويناقش أعضاء غربيون في مجلس الأمن المكون من 15 عضوًا قرارًا بشأن المعونات منذ نحو عام، وبعد أن فشلت جولة أولى من محادثات السلام في جنيف الأسبوع الماضي في التوصل الى اتفاق بشأن المعونات إلى نحو 2500 سوري محاصرين في مدينة حمص قالت دول غربية وعربية انها تعتزم المضي قدما في السعي لاستصدار قرار ملزم قانونا في هذا الصدد.
مشاركة :