دمشق ـ وكالات: فجرت المعارضة السورية المسلحة نفقا داخل مدينة حلب وصدت هجمات للنظام والميليشيات المؤيدة له على عدة محاور بالمدينة، في وقت تحشد فيه كل من الفصائل وقوات النظام قواتهما لخوض معركة وصفتها المعارضة بمعركة حلب الكبرى. ونقلت مصادر من المعارضة أن عددا من الجنود قتلوا صباح أمس عقب تفجير النفق تحت مبان تسيطر عليها قوات النظام في حي الإذاعة الذي يقع في منطقة مرتفعة وسط حلب، ويشرف على أحياء خاضعة للمعارضة وأخرى يهيمن عليها النظام. وأضافت أنه بالتزامن مع التفجير تجددت الاشتباكات بهذا الحي الذي تسيطر قوات النظام على أجزاء كبيرة منه. وقال ناشطون إن مقاتلين من غرفة عمليات فتح حلب فجروا النفق، وتحدثوا عن مقتل وجرح عشرات بينهم عناصر إيرانية وأخرى من حزب الله اللبناني.. كما تحدثت تقارير عن استقدام جيش الفتح وفصائل المعارضة مئات المقاتلين من ريف حلب الغربي ومن محافظة إدلب لبدء هجوم أوسع نطاقا يستهدف استعادة مدينة حلب برمتها. وأعلن جيش الفتح بدءَ مرحلةٍ جديدة مما سماها ملحمة حلب الكبرى لاستعادة كامل المدينة وفك حصار قوات النظام عنها. وأكد البيان بدء التجهيز لما وصفه بجيش جرار لتلك المهمة، كما أكد أن الهجوم لن ينتهي إلا بالسيطرة على قلعة حلب التاريخية التي تقع وسط المدينة، وتعد رمزا لسيطرة النظام على المدينة. كما طمأن المدنيين الموجودين بمناطق القتال وخيّرهم بين البقاء في منازلهم دون التعرض لهم أو الخروج آمنين، ودعا الجنود السوريين إلى الانشقاق. وبعد ساعات من صدور البيان قالت المصادر إن جيش الفتح بدأ تمهيدا ناريا للتقدم إلى ما بعد حي الراموسة غربي حلب. وأعلنت تلك الفصائل أنها صدت هجوما من معمل الإسمنت في حي الشيخ سعيد في أطراف حلب الجنوبية، وآخر على حي الراموسة. كما أكدت أنها صدت هجمات لقوات النظام وحلفائه على مخيم حندرات ومزارع الملاح شمال المدينة، وقالت إنه قتل في تلك الهجمات العديد من الجنود وعناصر المليشيات. وقالت المصادر إن الطائرات الروسية والسورية شنت أمس سلسلة من الغارات الجوية على أحياء حلب الخاضعة للمعارضة مما أسفر عن خسائر جديدة بين المدنيين، في حين قال ناشطون إن حالات اختناق سجلت في بلدة خان العسل بريف حلب الغربي جراء استهدافها بصواريخ تحتوي على غاز الكلور. كما استقدمت قوات النظام السوري والفصائل المعارضة والمقاتلة تعزيزات تضم المئات من المقاتلين مع عتادهم إلى مدينة حلب وريفها في شمال سوريا، استعدادا لمعركة مصيرية يسعى الطرفان من خلالها إلى السيطرة الكاملة على المدينة. وتأتي هذه التعزيزات بعد إعلان الطرفين استعدادهما لمعركة الحسم قريبا بعدما حققت الفصائل المقاتلة تقدما في جنوب غرب حلب. وتمكنت إثر ذلك من فك الحصار عن الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها. في موازاة ذلك، تمكنت قوات النظام من إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرتها في غرب حلب عبر طريق الكاستيلو، وفق المرصد. ويخشى سكان الأحياء الغربية أن يتمكن مقاتلو الفصائل من فرض حصار كامل عليهم. عقب اجتماع مع قادة جيش الإسلام لتشكيل الجيش الواحد نجاة قائد فيلق الرحمن من محاولة اغتيال عواصم ـ وكالات: نجا قائد فيلق الرحمن "أبو النصر" أمس من محاولة اغتيال عبر استهداف مسلحين ملثمين اجتماع أمني كان يضم قادة الفيلق في الغوطة الشرقية بسوريا. وقال وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن في تصريح لقناة "أورينت" نشرته على موقعها الإلكتروني أمس، إن مجموعة مسلحة استهدفت أمس اجتماعاً لقادة فيلق الرحمن يرأسه أبو النصر في مدينة حمورية، وبعد اشتباكات مع المجموعة المسلحة تعرض أحد قادة الفليق لإصابة بجروح طفيفة وتم إلقاء القبض على عدد من منفذي الهجوم. في السياق ذاته، أشار ناشطون إلى أن اجتماع أمس كان يضم مجموعة من قادة فيلق الرحمن وجيش الإسلام بخصوص تشكيل الجيش الواحد، وبعد خروج قادة جيش الإسلام بدقائق هاجم مسلحون مكان الاجتماع، ما تسبب بوقوع جرحى. وكانت رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية نظمت مؤتمرا، للتعريف بمبادرة الجيش الواحد بحضور عدد من المؤسسات والفعاليات المدنية وقائد جيش الإسلام، وتدعو الرابطة لتشكيل جيش موحد ليكون قادرا على تخطيط وقيادة وتنفيذ الأعمال القتالية المسندة وتحقيق النصر وحسم المعركة بدخول دمشق وتحقيق هدف الثورة في إسقاط نظام الأسد. وبعد أشهر من الخلافات الدامية بين الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية وعلى رأسها جيش الإسلام وفيلق الرحمن -وهي خلافات أودت بحياة العشرات وانتهت بهدنة بين الأطراف المتحاربة- أطلقت مجموعة من إعلاميي الغوطة مبادرة ترمي لتوحيد جهود تلك الفصائل وتوجيهها نحو هدف واحد مشترك، هو قتال النظام السوري والميليشيات الموالية له.
مشاركة :