يازجي لـ الشرق: معظم «تابوهات» المؤسسات الإعلامية بسبب المموّلين

  • 2/7/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حوار تركي المطيري - التفرد الشخصي يخنق قناة «العربية» رغم مهنيتها العالية - البرامج السياسية ليست من اختصاص «دبي» فرحلت إلى «سكاي نيوز» - انضباط المرأة الإعلامية أعلى من الرجل الإعلامي العربي استبعدت الإعلامية السورية زينة يازجي التفكير نهائياً في التحوّل من مجال تقديم البرامج ونشرات الأخبار إلى التمثيل والمشاركة في الأعمال التليفزيونية، حيث ترى أن المصداقية من أهم العوامل التي ساهمت في نجاحها وتألقها، ولكون التمثيل يفتقد لهذه الميزة، فإنها لا تحب أن يراها المشاهد بغير شخصيتها الطبيعية. وأكدت يازجي في حوار مع «الشرق» أن للجمال دوراً فعالاً ومهماً في نجاح أي إعلامية، ولكنه في نفس الوقت لا يغني عن المضمون والجدية في التقديم والحوار. مرت سنوات على تقديم استقالتك من قناة «العربية» دون أن تفصحي عن الأسباب.. هل ما زلت تفضلين عدم الحديث عنها؟ - نعم، بالتأكيد.. خرجت من القناة، ولا أريد التحدث عن ذلك، وكل من يضع نفسه مكاني سيعرف تماماً ما هي الأسباب الحقيقية وراء استقالتي. بعد سنوات من خروجك من «العربية».. كيف تصفين تجربتك الإعلامية خلالها؟ - العربية محطة عالية المهنية، كما أن نظامها الإداري هو الذي يُسيرها كالساعة الدقيقة، بسرعة وتنظيم، وهذا ما يعطي المحطات التليفزيونية بشكل عام، وتحديداً القنوات الإخبارية، مهارة في الأداء من الصعب منافسته. كما أن زملائي في القناة هم أصدقائي في هذه البلد، مثل «منتهى الرمحي» و «ميسون عزام» و «طاهر بركة» و« طالب كنعان»، وغيرهم، فمنذ اليوم الأول الذي أتيت فيه إلى «العربية» كنت أجد راحة تامة، ولكن يخنق القناة أحياناً التفرد الشخصي، الذي يظهر في الأفكار الخاصة من خلال الحوارات واللقاءات الثنائية في البرامج. هل وجدت المكان المناسب الذي يرضي طموحاتك بعد انتقالك من «العربية» إلى «دبي»؟ وتحديداً في برنامجك «الشارع العربي»؟ - تليفزيون «دبي» أعطاني مساحة ممتازة للبرنامج من الناحية العملية، حيث إن الميزانية العالية سمحت لي بالسفر والحصول على أفضل الضيوف، فصناع القرار عادة يرفضون القدوم إلى مقر «الإستديو» الخاص بالبرنامج وذلك لأسباب ودواع أمنية.. وحفاظاً على مركزهم ووقتهم نجري الحوار والمقابلات في مكاتبهم الخاصة. كما أن إدارة تليفزيون قناة دبي آنذاك آمنت بي وبرئيس تحرير البرنامج السيد حسين قطايا، فاستقدمنا فريقاً خاصاً بالبرنامج، وخصصت إدارة القناة لنا مكاتب خاصة، وكان الهدف نقل تجربتنا التي تراكمت في القنوات الإخبارية إلى مركز الأخبار في دبي للإفادة العامة. أما من الناحية السياسية فإن تليفزيون دبي يقف في الوسط تماماً وليس لديه «فيتو» على أي من الأطراف السياسية التي كانت ناشطة في الساحات العربية حينها، ولكن يمثل، كما مدينة دبي، التمدن، والتحضر، ومنطق البقاء للناجح، وحق الشارع العربي بالحلم وتحقيق الحلم بالعيش الأفضل والتنمية، وهذا يلتقي مع أفكار برنامجي وما دافعت عنه. إذن لماذا توقف برنامجك مع «دبي»؟ - برنامجي «الشارع العربي» انتقل إلى بيئة إخبارية سياسية بحتة تشبهه، وهي «سكاي نيوز» العربية، ليكمل مسيرة استضافة كبار صناع القرار الذين يؤثرون في الرأي العام، وفي مصيرنا بشكل عام، وتوجيه أسئلة الشارع لهم، وهذا ما يضع أولويات الأسئلة لتلتقي مع ما يهم المواطن العربي أولاً. كيف تقيمين برنامجك «الشارع العربي» من حيث الجماهيرية؟ - حقق البرنامج نسب مشاهدة مرضية مقارنة بباقي برامج تليفزيون دبي، كثير من المشاهدين كانوا يقولون لي عند لقائي: إننا نتابعك لنفهم الحقيقة بالفعل دون تزوير. وهذه شهادة تمثل ميدالية تشريف بالنسبة لي في موقع «اليوتيوب» تحديداً، وهذا ربما مؤشر على أن المشاهد لم يتعود أن يتابع تليفزيون «دبي» ليسمع عن السياسة، حيث تنحصر هذه المتابعة في القنوات الإخبارية المتخصصة، أو المحلية البحتة، التي تتابع الشؤون المحلية كالقنوات المصرية واللبنانية. وهل لأجل ذلك قررت «دبي» إيقاف البرنامج؟ - البرامج السياسية ليست اختصاص تليفزيون «دبي»، وبشكل عام فإن البرامج الجدية تقدم لتعطي هيبة وقدراً للمحطات، وتوفر لها مساحة للتعبير عن الرأي، و ليس لتحقق القناة من خلالها نسب مشاهدة أو «لتكسر الدنيا»، فبرنامجي ليس برنامج منوعات أو مسابقات و مواهب.. إنه الماركة الثمينة في الخزانة! هل من «تابوهات» تقيد الإعلام العربي اليوم؟ - «التابوهات» كثيرة، وتتعلق غالباً بالجهة المموّلة والراعية لأي مؤسسة إعلامية، ومع الأسف فقد أصبحت المؤسسات الإعلامية التي تؤمن برسالة إيصال الحق والحقيقة بدون تجييرها لصالح جهة معينة، أصبحت نادرة للغاية. فمعظم «التابوهات» تنطلق من عدم قدرة المؤسسة الإعلامية على التعاطي مع ما قد يهدد مصالح الجهة التي تمول هذه المؤسسة، وهذه نتيجة طبيعية لربط الإدارة التحريرية بالإدارة المالية، بينما يجب فصلهما، وتبقى الإدارة بيد المهنيين، ويتعامل المموّلون مع هذه الوسيلة كاستثمار مالي يرد عليهم الأرباح عن طريق الإعلانات المرتبطة بنسب المشاهدة، و بذلك يصبح المشاهد هو صاحب القرار بنجاح مؤسسة أو فشلها، و تصبح المؤسسات حريصة أكثر على أن تكون مقبولة من المشاهد الذي بات يفرق الحقيقة من الكذب. برأيك.. هل هناك امتيازات وحقوق للإعلاميين الرجال لا تزال تفتقدها المرأة الإعلامية؟ - الإدارة أحد أهم هذه الحقوق التي لم تصل إلى المرأة الإعلامية حتى الساعة، وهذا بسبب الخلفية الاجتماعية التي تحكم العقول العربية، و تنظر إلى المرأة بأنها أقل قدرة من الرجل، و تحصر المرأة بأنها وجه جميل محبب على الشاشة بأحسن الأحوال. بينما المرأة الإعلامية الحقيقية اليوم عقلها يزن ذهباً، و انتماؤها إلى قضايانا العربية أصدق و أقرب إلى الواقع، لأنها ابنة الحياة والأسرة و المجتمع وتعرف تفاصيله أكثر من الرجل بالفعل، أضف إلى ذلك أن انتماءها يكون انتماءً كاملاً بعقلها وقلبها، و انضباطها بالعمل أعلى، ويكفي أن لها ذمة لا تشترى بالمال السياسي. هل تعتقدين أن للجمال دوراً في نجاحك في العمل التليفزيوني؟ -الجمال الخارجي مهم جداً في العمل التليفزيوني بكل تأكيد، لأنه يتعلق بالصورة أولاً.. ولكن ليس آخراً. الشكل الخارجي كالسفينة الجميلة، والمضمون كالربّان الذي يوجه هذه السفينة ويحفظها. هل تفكرين بالتحوّل للتمثيل كغيرك من المذيعات؟ - عندما أكون «طفشانة» أفكر في ذلك، ولكن إذا ما تحوّل الأمر للجدية، فأستبعد هذه الفكرة إطلاقاً، لأن المصداقية من أهم ركائز نجاحي كإعلامية، ولن يسعدني أن يراني المشاهد بشخصية تمثيلية بعيدة عن حقيقتي وطبيعتي. أخيراً.. حدثي محبيك ومتابعيك عن وجهتك بعد تركك شاشة تليفزيون «دبي»؟ - أحب أن أقول لمتابعيّ عبر «الشرق» أني بدأت التحضير لبرنامجي الجديد على قناة «سكاي نيوز عربية»، وسيعرض قريباً، وأطل عليكم من جديد بعد توقف برنامجي «الشارع العربي»، وأتمنى منكم الدعم والمتابعة والتواصل معي عبر وسائل التواصل الإلكترونية الحديثة، لتزودوني بآرائكم واقتراحاتكم وأسئلتكم، حتى تظل أسئلتي هي من نبضكم، ومن حقكم عليّ أن تسألوا، ومن واجب الضيف أن يجيب.. وهذه في النهاية مهمتي وواجبي كإعلامية.

مشاركة :