شهدت رأس الخيمة خلال الفترة الماضية، نهضة شاملة وتطوراً ملاحظاً في رياضة الطيران الشراعي، بغرض ممارستها حسب الأنظمة والقوانين، ما دفع إلى تأسيس ناد لها بمرسوم أميري عام 1998، والموافقة على تأسيس نادي الجزيرة للطيران كشخصية اعتبارية مستقلة غير هادفة للربح، لنشر ثقافة الطيران وعلومه ولتحفيز مشاركة العامة بالأمور المتعلقة بالطيران. فهي تعد في الوقت نفسه رياضية بالدرجة الأولى وترفيهية سياحية ولها عشاقها، خصوصاً في فترة الإجازات الأسبوعية وأوقات الربيع عندما تكون الأجواء صافية، وأيضاً كأول جهة تعليمية وتدريبية في هذا المجال. تتخذ من منطقة الجزيرة الحمراء موقعاً لها. ويأتي النادي كما هو معروف تماماً برئاسة الشيخ عمر بن صقر القاسمي، وبالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني، وتم الترخيص رسمياً للنادي بممارسة أنشطة الطيران الخفيف في الإمارة، حيث تقوم الهيئة العامة للطيران المدني بتنظيم التشريعات الخاصة لممارسة هذه الهواية، ومراجعة دورية لمتطلبات السلامة في النادي والإجراءات المتخذة للحفاظ على الأرواح وفق أسس معينة. أهداف كثيرة وأفاد عبدالله الجلاف مدير العلاقات العامة بالنادي، بأن للنادي المؤسس أهدافاً كثيرة لعل أهمها تشجيع وتهيئة ممارسة الطيران الشراعي والنشاطات ذات العلاقة والمصاحبة له، بأعلى مستويات الجودة ومعايير السلامة، كما يهدف النادي إلى التنشيط والترويج الإعلامي للإمارة بصورة جديدة وبأسلوب مثير. تصنيفات وأوضح الجلاف أن أسعار طائرات الطيران الشراعي تختلف باختلاف أنواعها ومميزاتها، فهناك عدة أنواع وتصنيفات من الطائرات الشراعية، فهناك من يصنفها بناء على الوزن وعلى العدد شخص وشخصان، وهناك من يصنفها بناء على نمط الطيران بمحرك أو دون محرك (حر)، لكن الأغلب يصنف الطيران الشراعي دون محرك أو بمحرك وحجم هذا المحرك، وهي ثلاثة أنواع: الطيران الشراعي الرياضي وهي أبسط أنواع الطيران، والطيران الشراعي بمحرك (باراموتور). كما يمكن استخدامها للطيران الترادفي (باور باراشوت). مزايا كما أشار إلى أبرز مميزاته وتتمثل في سهولة تعــــلم الطيران بالطـــائرة الشراعية، والكلفة المعقولة لصيانتها، وكذلك نسبة الأمان المتوافرة في هذا النوع من الطيران، حيث تحتوي كل طائرة على مظلة طوارئ تستخدم في الحالات القصوى. ومن الإرشادات المعتادة: يتطلب الأمر فقط الانتباه للمحرك، وإذا ما تعطل المحرك في الجو فإنه لا داعي للقلق، فإنه يتطلب منك محاولة تشغيل المحرك مجدداً، وفي حال عدم الاستجابة فإنه غالباً يتم الطيران فوق أماكن مفتوحة تسمح لك بالنزول الفوري، في هذه الحالة ابحث عن أفضل مكان قريب تستطيع النزول فيه وبأقل عوائق ممكنة، وسيكون اعتمادك هناك كلياً على انزلاق الطائرة، مستغلاً سرعتها أو باستخدام مظلة الطوارئ المخصصة في الطائرة، وطالما أن الطقس والهواء يسمحان بذلك الأمر الذي سيتعذر إذا أمطرت أو إذا كان الضباب كثيفاً أو إذا كانت هناك ظروف مناخية غير مواتية على الإطلاق. المواقع يشار إلى أن أي مكان محدد مسبقاً ومسموح به من قبل الجهات المختصة، ما لم يشكل الموقع أي مشكلات أو مخاطر. فالأماكن المفتوحة مسموح الطيران فيها، طالما لا توجد أي عوائق لك في أثناء الطيران. ويشترط كذلك في الموقع أن يكون بعيداً عن الأماكن السكنية وعدم الطيران فوقها دون إذن مسبق، كما يشترط أن يبتعد الموقع عن المطارات بما لا يقل عن مسافة 8 كلم. شروط تتضمن شروط هذا النوع من الطيران توفر اللياقة الطبية، والعمر فوق 18 عاماً. والتدريب عليه ينقسم إلى مرحلتين، تدريب نظري يتم التعلم على أساسيات الطيران وإجراءات الأمن والسلامة، والتدريب العملي وفيه يتم التدريب وبشكل مباشر على الطائرة والطيران بها والتحكم فيها والإقلاع والهبوط. تجربة مثيرة لا تخلو من الخيال هل تتصور نفسك وسط تجربة مثيرة لا توصف، تحتاج منك فقط إلى قليل من الشجاعة، لتعيش معها في عالم آخر لا يخلو من الخيال. هذا ما شعرت به جوهرياً، عندما حلقت في كبسولة صغيرة ذات جناحين صغيرين أشبه بمكوك فضائي من فوق أفق فسيحة أمام ناظريك براً وبحراً وجواً يميناً ويساراً إلى أقصى ارتفاع حينها يصل إلى 1500 قدم أي 460 متراً، إلى التحليق على مستوى منخفض يصل متوسطه ما بين ارتفاع 150 متراً حسب أنظمة وقوانين الطيران في الدولة. تكتشف فيها الامتداد الكبير للأرض بكل جمالياتها سواء من فوق الجبال وإلى أعماق البحر والوديان الفسيحة والتلال الرملية الصحراوية، فتشعر برهبة الموقف وبالتحرر الكامل والسيطرة التامة على كل شيء والأهم الخروج من روتين الحياة. إنه الطيران الرياضي الخفيف والشراعي الذي بدأ في الانتقال من إطار الرياضة إلى مضمار الاستثمار في الشباب بإمارة رأس الخيمة. فقد بات يشهد اهتـــماماً كبيراً من الهواة الشباب ليس من الفترة الحـــالية بل أكثر من عشر سنوات مضت، بوصفها رياضة جوية ذات متعة لا توصف، خصوصاً أنه أحد أنواع الطيران الرياضي الخفيف، ويعتبر أبسط أنواعه وأسهلها تعلماً. حيث يمكن للفرد ممارسته بسهولة ولا تحتاج لعمر محدد، كما أنها تضيف بصمة مميزة في التشجيع على السياحة بالإمارة.
مشاركة :