سلوك الإنسان مرتبط إما بالبيئة أو بالقانون الذي يهذب سلوكه، والسلوك هي الطريقة التي نتصرف بها مع أنفسنا أو مع الآخرين. وفي دين البشرية الدين الإسلامي السلوك الإنساني مرتبط ومستمد من القرآن والسنة. والقوانين هي الرادع للمخلفات والمهذبة للسلوك والقاضية على الظواهر السلبية في المجتمع. للأسف في مجتمعنا هناك ظواهر سلبية كثيرة مردها عدم تطبيق القانون أو عدم وجوده. من تلك الظواهر قطع إشارات المرور، قيادة السيارة على الأرصفة والوقوف عليها، رمي القمامة في الحدائق العامة، رمي النفايات من السيارات على الطرق، فوضى وقوف السيارات عند إشارات المرور، التفحيط والمزيد من هذه المخالفات. أخيراً وفي وسائل الإعلام بدأنا نسمع ونقرأ عن قانون (تجريم العنصرية المذهبية والقبلية) وبالتالي القضاء على العنصرية في ملاعبنا بكافة أشكالها. هذا القانون سوف يهذب سلوك أولئك الذين يتمتعون بالألفاظ والتلميحات العنصرية ويجعلهم يحترمون الآخرين بالقانون. حين طُبق نظام ساهر في مدينة الرياض أحد المقربين الذي يعشقون القيادة بسرعة توقف عن القيادة بسرعة حين أربك النظام مصاريفه الشهرية من خلال دفع الغرامات والسبب يعود إلى تهذيب السلوك عن طريق النظام، الجار الذي لم يرحم المارة من تسريب الماء في الشارع هُذب سلوكه حين بدأ يدفع غرامة تسريب الماء، والثالث الذي دفع زيادة في سعر تذكرة السفر حين قرر تغيير موعد سفره إنه القانون. أتعلمون ماذا حدث حين انقطعت الكهرباء عن إحدى مدن دول الغرب الكبرى إنها السرقة بكافة أشكالها لماذا؟ القانون غائب لا يرى وليست البيئة التي تربى بها الإنسان. فالقانون في حياة الناس يجعلهم ينعمون براحة الاستقرار والطمأنينة شخصياً مع احترام القانون وليس الخوف منه، والابتعاد عن «الواسطة» و»المحسوبية» في تطبيقه، وحين يطبق القانون على المخالفين من الناس ويصل إلى جيوبهم حتماً سوف يحترم ويهذب السلوك الإنساني الذي نحن بحاجة ماسة له لكي يستقيم المخالف وتنعدم صور العنصرية من مجتمعنا ومن ملاعبنا الرياضية حين يطبق قانون (تجريم العنصرية المذهبية والقبلية). وفي الختام اقتبس (تقدر القيمة الحقيقية للإنسان بدرجة سيطرته على ذاته). ألبرت اينشتاين، والسيطرة تأتي من احترام نفسه واحترام مشاعر الآخرين والتحلي بالسلوك الحسن الذي يعطي صورة واقعية وحقيقية عن قيمة الإنسان والتمسك بقيمه.
مشاركة :