أعلنت السلطات الإسرائيلية أمس أنها اعتقلت موظفاً في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة، واتهمته بالعمل لمصلحة حركة «حماس»، وتنفيذ «مهام أمنية باستغلال عمله». وبعد اعتقال مدير فرع منظمة «وورلد فيجن» المسيحية الدولية، أعلنت السلطات الإسرائيلية اعتقال المهندس وحيد البرش الذي يعمل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 16 تموز (يوليو) الماضي. ووجهت محكمة في بئر السبع أمس إلى البرش تهمة العمل لمصلحة «حماس». وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شين بيت» في بيان إن البرش (38 سنة) «يعمل مهندساً في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ العام 2003، وشغل منصب المسؤول عن هدم المنازل المتضررة وإخلاء أنقاضها». وأضاف أنه اعتقل على «خلفية الاشتباه بأنه يستغل عمله في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للقيام بمهام أمنية لمصلحة حماس». وزعم الجهاز أن البرش شارك العام الماضي في بناء مرسى لمصلحة الجناح العسكري لحركة «حماس» في القطاع. كما اتهمه بأنه «عمل في العام 2015 في مشاريع ترميم المنازل في قطاع غزة، إلا أنه قام بتفضيل منازل تابعة لعناصر حماس بعد أن تلقى طلباً خاصاً من حماس بهذا الشأن». وأضاف أن البرش كان «يبلغ حماس عند اكتشاف أسلحة أو فتحات أنفاق في المنازل التي تمولها الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «عناصر حماس كانوا يستولون على موقع العمل ويأخذون الأسلحة». واعتبر «شين بيت» أن «هذا التحقيق إضافة إلى التحقيق في قضية (مدير فرع «وورلد فيجن» في غزة) محمد الحلبي يسلط الضوء على كيفية قيام حركة حماس باستغلال أموال المساعدات الإنسانية التي تقدمها منظمات خيرية دولية إلى سكان قطاع غزة». ونفت حركة «حماس» في بيان الاتهامات الإسرائيلية، قائلة إنها «ادعاءات باطلة لا أساس لها». ورأت أن الاتهامات «تأتي في سياق مخطط إسرائيلي لتشديد الخناق والحصار على قطاع غزة عبر ملاحقة المؤسسات الإغاثية الدولية العاملة في القطاع والتضييق عليها». وكانت إسرائيل اتهمت الأسبوع الماضي محمد الحلبي الموقوف منذ منتصف حزيران (يونيو) الماضي بتحويل مساعدات نقدية وعينية بملايين الدولارات خلال السنوات الماضية إلى «حماس» وذراعها العسكرية في غزة. لكن منظمة «وورلد فيجن» التي كان يدير الحلبي فرعها في غزة، قالت إنها لم تطلع بعد على الأدلة التي تدينه، لكن الأرقام التي قدمتها إسرائيل لا تتفق مع الواقع. وأكدت «وورلد فيجن» في بيان أمس إنها تأخذ الاتهامات على محمل الجد، لكنها شككت في أمور عدة. وقال رئيس المنظمة كيفين جنكينز: «نظراً إلى خطورة الادعاءات، قامت وورلد فيجن بتعليق عملياتها في غزة... وتدين في شدة أي عمل إرهابي أو تقديم الدعم لهذه الأنشطة». لكن جنكينز قال إن المنظمة لم تر «حتى الآن أياً من الأدلة» التي تدين الحلبي، واعتبر الأرقام مبالغاً بها. وذكر أن «الموازنة التشغيلية المتراكمة لوورلد فيجن في غزة في السنوات العشر الماضية كانت قرابة 22.5 مليون دولار وهذا يجعل من الصعب تفسير المزاعم بتحويل 50 مليون دولار» إلى «حماس».
مشاركة :