"ماماريلا، لديك مؤخرة كبيرة، إذهب إلى المرمى." كان ستيفانو ماماريلا في السادسة من عمره عندما قام مدربه آنذاك في توجيه نقد لاذع له. نفّذ مامارلا أوامر مدربه والآن إيطاليا بأكملها تشيد به. ما حصل بعد ذلك، أن ستيفانو امتهن حراسة المرمى وكتب صفحات مجيدة بعد هذه الرواية الخيالية. وقال ستيفانو لموقع FIFA.com بكل فخر "مدربي السابق سعيد دائماً برؤيتي. حتى أنه طلب مني القيام بزيارة إحدى المدارس الكروية للتعرف على الأطفال هناك." منذ تلك الملاحظة، لم يترك ستيفانو منطقة الجزاء. التغيير الحقيقي الذي حصل خلال مسيرته بأنه ترك كرة القدم في الملاعب الكبيرة ليمارس كرة الصالات. يعشق ماماريلا المساحات الصغيرة ورياضته الجديدة المفضلة هي المكان المثالي له لإيجاد ذلك. بعد بدايته في صفوف المنتخب الإيطالي عام 2008، صعد نجمه بسرعة الصاروخ حتى أنه انتزع جائزة قفاز adidas الذهبي لأفضل حارس مرمى في كأس العالم للصالات تايلاند 2012 FIFA. ثم توّج الحارس بطلاً لأوروبا في كرة الصالات بعدها بسنتين. دائماً ما تكون الموهبة شرطاً أساسياً لتحقيق مسيرة كبيرة، لكنها ليست كافية وحدها. ويتمتع ماماريلا بذهنية خارج عن المألوف أظهرها منذ نعومة أظفاره. كما أن ثقته بالنفس يجسّدها تواضعه. إذ يُدرك الحارس قدراته ويقول اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً والذي يقدّر حراس مرمى عدة آخرين وتحديداً زميله الكازاخستاني هيجيتا "لست معتاداً على تقييم نفسي، أفضّل أن يقوم الآخرون بذلك، لكن إذا وضعت تواضعي جانباً، أعتقد بأن مسيرتي تتكلم عني وأستطيع اعتبار نفسي أحد أفضل حراس كرة الصالات في الوقت الحالي." إسم على مسمّى اتخذ ماماريلا بُعداً آخر منذ خطواته الأولى، لكن حقيقة واحدة لم تتغير. ويقول في هذا الصدد "يطلقون علي لقب "كوتشيايو" أي الملعقة لأني أحب الأكل كثيراً على الرغم من أني أنتبه إلى هذه الناحية..." يجب الإعتراف بأن ستيفانو يعشق لقبه. فوزنه كان السبب في تلمس خطواته الأولى في حراسة المرمى وهو مقتنع حالياً بأن ذلك يشكل أفضلية له هو الذي يزن 99 كيلوجراماً ويبلغ طوله 1.77 متراً. وأضاف "أنا محظوظ بسبب وزني الزائد. آمل في البقاء كذلك حتى نهاية مسيرتي. هذا الأمر يعطيني القوة ورد فعل متفجر لكي أتصدى لكرات مستحيلة." من الصعب مخالفة رأي ماماريلا إذا ما أخذنا بعين الإعتبار الأهمية التي اكتسبها في صفوف منتخب بلاده حيث لم تغب إيطاليا عن منصة التتويج منذ عودتها إلى الساحة العالمية عام 2004. فقد حلّت وصيفة في الصين تايبيه 2004، وثالثة في البرازيل 2008 وفي تايلاند 2012. الكلام عن حارس مرمى إيطاليا يعني الخوض في أوجه الشبه بينه وبين أسطورة أخرى. وهنا يكشف ستيفانو قائلاً "أحلم بالسير على خطى جيانلويجي بوفون واللعب لأطول فترة ممكنة. أدرك بأن الوقت يمر بسرعة وكل يوم يقربني من النهاية، لكني أعشق هذه الرياضة لدرجة أنني أريد تمديد قصتي لأطول فترة ممكنة من خلال بذل قصارى جهدي." ضربت إيطاليا موعداً مرة جديدة مع فرق النخبة في كرة الصالات في كأس العالم المقررة من 10 سبتمبر/أيلول إلى 1 أكتوبر/تشرين الأول في كولومبيا. بعد صعودها إلى منصة التتويج في النسختين الأخيرتين، يبدو الهدف واضحاً هذه المرة: تحقيق نتيجة أفضل من نسخة تايلاند. هل الأمر منطقي؟ يجيب ماماريلا "أنا متفائل. بالإضافة إلى الموهبة، نملك المجموعة ذاتها على مدى السنوات الأخيرة مع خبرة كبيرة." الفوارق في المستوى تقلصت كثيراً في كرة القدم كما في كرة الصالات. فقد ولّى الزمن الذي كان فيه بعض المنتخبات يكتفي بالمشاركة من أجل الفوز. ويقول ماماريلا في هذا الصدد "لم يعد هناك فعلاً منتخبات تقلّ قوة عن نظيراتها. على سبيل المثال، نحن مرشحون في دور المجموعات لكن منتخبات فيتنام، جواتيمالا وباراجواي ستخلق لنا المتاعب،" ختم حديثه مدركاً تماماً بأن كرة الصالات تلعب على تفاصيل صغيرة في بعض الأحيان تماماً كالوزن: كيلوجرامات زئدة أو ناقصة.
مشاركة :