«الشارقة وجهة نظر» .. سيطرة البورتريه وشغف الفوتوغرافيا

  • 8/12/2016
  • 00:00
  • 39
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: مصعب شريف تزدان مباني مؤسسة الشارقة للفنون، بتشكيلات متنوعة من الصور الفوتوغرافية يضمها معرض الشارقة وجهة نظر4، الذي تنظمه المؤسسة تحت إشراف الشيخة حور القاسمي، رئيسة المؤسسة، دعماً لهواة التصوير الفوتوغرافي من المواهب الشابة، في الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي، من خلال إتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بينهم وبين نظرائهم، في تظاهرة فنية مستمرة حتى 12 أكتوبر/تشرينالأول المقبل. يضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية لنحو 80 مصوراً، على امتداد قاعات المؤسسة، في توزيع بديع يسيطر فيه البورتريه الشخصي، باعتباره الثيمة الرئيسية للنسخة الرابعة من الشارقة وجهة نظر، تنتمي لوحاته إلى مجموعة من المصورين، ذوي الخلفيات الاحترافية والمهارات والاهتمامات المتنوعة. تغوص البورتريهات الشخصية المتنوعة، التي يعرضها المشاركون، إلى أعماق الحياة الاجتماعية، لتناقش موضوعات يومية وعادية، بوجهات نظر مختلفة، تحقيقاً لشعار المعرض، الذي يعمل على خلق صلات بين الناس وفن التصوير الفوتوغرافي، في زمن أضحى فيه التصوير عادة يومية للجميع. لكن الأمر في هذا المعرض يختلف تماماً؛ إذ يعمل على توظيف هذا الشغف وتوجيهه، ليلتزم بالأسس الفنية التي تحقق الرسالة المنشودة. ويُعد البورتريه الشخصي من أصعب قوالب التصوير الفوتوغرافي، لكونه يفرض على المصور رصداً دقيقاً لجميع التفصيلات الفنية التي تجسد ما تفرضه الانفعالات المختلفة على ملامح الوجه البشري، حتى تنقل الصورة الشخصية تلخيصاً أميناً للحالة الشعورية، وهو الأمر الذي كان واضحاً في المشاركات المختلفة. ورغم أن مساحة التجريب في الصورة الشخصية تبدو أصغر من أنواع التصوير الأخرى، إلا أن الشارقة وجهة نظر يقدم أنماطاً تجريبية مبتكرة، تم فيها توظيف الضوء وانعكاساته إلى جانب اللعب على الجوانب التعبيرية المختلفة. عبر مشاركتها في المعرض تتناول نايري شاهينان، فنانة سورية، في ممارستها الفنية التصوير الفوتوغرافي كعملية استكشافية لا نهائية. تعرض شاهينان 3 بورتريهات بتعابير مختلفة لوجه واحد، ترصد من خلالها الانفعالات المختلفة لذات الشخصية في لحظات متباينة. وعلى النسق نفسه يحتشد المعرض بمجموعة من التقنيات التجريبية المتنوعة. تقول سراء الشحي، طالبة تدرس صناعة الأفلام في الولايات المتحدة، إن مشاركتها في المعرض تستكشف ذات العوالم التجريبية للبورتريه الشخصي، وتلعب على تقنيات ضوئية لتقدم لنا الصورة في أوضاع مختلفة، ترى أنها تمثل محاولاتها للتعبير عن نفسها بطرق فنية. تضيف: هذه صور ألتقطها في أوقات متفرقة، بعضها أثناء إقامتي في نيويورك، وعندما أعددتها للمشاركة في المعرض اعتمدت على لعبة الضوء، فكل صورة من هذه الصور تعني تجربة معينة مع الشمس والضوء. تعرض عبير عبد المنعم، سودانية تدرس في كلية الفنون الجميلة في جامعة الشارقة، سلسلة من الصور الشخصية تعتبر المرأة محورها الرئيسي. وتشير إلى أنها تحاول من خلال هذه الصور أن تبين أحاسيس مختلفة، والوقوف من خلالها على ردود أفعال متباينة لمتلقين افتراضيين. ففي إحدى الصور تعرض وجهها من زاوية مختلفة، ترصد عبرها نظرة مغايرة وغير مألوفة بالنسبة إلى كثيرين، وهو الأمر الذي يمثل العامل المشترك لأعمالها كما تؤكد. تضيف عبد المنعم: العامل المشترك بين هذه الصور، هو رصد زوايا مختلفة للنظر إلى المرأة، ومناقشة قضايا المرأة من خلال التصوير يعد مشروعاً فنياً أعمل عليه منذ فترة، من خلال المشاركة في معارض عدة، وأستفيد فيه من خبرات وانطباعات متراكمة أثناء مسيرتي. حسين كميش، فنان بحريني، يروي يومياته عبر الصورة الشخصية، مضيفاً أن أعماله تمثله وتروي قصة حياته اليومية، فهو كموظف في القطاع الخاص يقضي معظم ساعات اليوم في العمل. يقول: لذلك أردت أن أروي كيف يؤثر هذا العمل الضاغط في نمط حياتي، إذ لا يترك لي وقتاً لأقوم بشيء آخر، وأحاول من خلال هذه التنويعة الفوتوغرافية أن أقول إنه من الممكن أن أكون منتجاً لكنني معزول عن الناس، أضحي بوقتي حتى أصل إلى غايات كبيرة. ويشير كميش إلى أن الصندوق المفتوح الذي يحيط بوجهه في إحدى الصور، يرمز إلى الجدران الأربعة التي تحاصره طوال اليوم، وهي جدران تشيدها طبيعة عمله، وتمثل الوقت والطاقة والضغط والوظيفة، فيما تمثل الفتحة التي يطل منها عبر الصندوق نفقاً، يريد أن يقول من خلاله إنه لا يزال هناك رغم الحصار. حور القاسمي: بوابة العبور إلى مجالات فنية أخرى تقول الشيخة حور القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون: قدم معرض الشارقة وجهة نظر في دورته الرابعة، قيمة جمالية ومقاربات مبتكرة لـ ثيمة البورتريه الشخصي التي طرحتها هذه الدورة، كما عكس السوية العالية التي تضمنتها هذه المشاركات التي وردتنا بكثافة من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي. الأمر الذي يحقق غاية المعرض في تحفيز وتطوير فن التصوير الفوتوغرافي، وإتاحة سبل العرض لتلك المواهب والطاقات الإبداعية التي يحفل بها واقعنا. كما أن هذا المعرض وغيره من العروض والبرامج، التي تقيمها المؤسسة والتي تستهدف تنمية الروح الإبداعية لدى المجتمع، ليست إلا بوابة نتمنى أن يعبر من خلالها الكثيرون إلى أنواع ومجالات فنية أخرى.

مشاركة :