«مصيرة» العمانية.. مقصد السياحة والهدوء والاستجمام

  • 8/12/2016
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

مسقط "الخليج" تعددت أسماؤها عبر التاريخ لتتجاوز العشرة، أشهرها سيرابيس وهو الاسم الذي أطلق عليها في زمن الإسكندر المقدوني الذي اتخذها قاعدة له لغزو المنطقة وبلاد فارس. إنها مصيرة إحدى ولايات المنطقة الشرقية في عُمان، وهي جزيرة تقع جنوب شرق السلطنة وينتشر حولها عدد من الجزر الأصغر حجماً أهمها مرصيص، وشعنزي، وكلبان. مصيرة اليوم مقصد للسياح من داخل وخارج السلطنة، والمكان المهدد دوماً بالعواصف الاستوائية التي تضرب المنطقة كل بضعة سنوات. شواطئها الممتدة موطن لأربعة من أشهر أنواع السلاحف البحرية وهي الخضراء والحمراء وريدلي الزيتونية، والشرغاف التي تقصدها للتعشيش نظراً لهدوئها الكبير، كما يقدر عدد الطيور التي تستوطن وتعبر الجزيرة قرابة 130 نوعاً مختلفاً ما يجعلها مقصداً لهواة مشاهدة الطيور، كما تنتشر فيها رياضة المراكب الشراعية وركوب الأمواج والكرة الشاطئية والتزلج على الماء بالمظلات والسكوتر البحري والدراجات النارية رباعية الدفع ودراجات القفز، ويقصدها البعض لصيد السمك أو ممارسة صيد الأصداف البحرية التي تظهر في المياه الضحلة للشواطئ أثناء الجزر، والتي يتم صيدها بواسطة رماح خاصة يصنعها أهالي الجزيرة الذين تحترف نساؤهم صيد هذه الأصداف، كما يقصد المغامرون وهواة الغوص جزيرة مصيرة لمشاهدة شعابها المرجانية المذهلة. تاريخ الجزيرة غارق في القدم، حيث أثبتت عمليات التنقيب التي نفذتها وزارة التراث والثقافة العمانية بالتعاون مع بعثة ألمانية متخصصة وجود مدافن تعود للألف الثالث قبل الميلاد مبنية بالحجارة الجيرية المنتشرة في الجزيرة، حيث تم اكتشاف العديد من الهياكل البشرية المدفونة بوضعية القرفصاء، واللافت في الأمر أنها دفنت باتجاه واحد للرجال هو الشمال واتجاه آخر للنساء نحو الغرب. كما تحوي الجزيرة على قلعة صغيرة يعود تاريخها إلى ما قبل وصول البرتغاليين الذين سيطروا على المنطقة لقرن من الزمن وهيمنوا على خطوط التجارة العالمية انطلاقاً من مصيرة. على البر تخلو الجزيرة من الأفلاج العمانية الشهيرة، ولكنها استعاضت عنها بعدد من عيون الماء العذبة التي كانت أساطيل السفن تقصد الجزيرة للتزود بها قديماً، أشهر هذه العيون عين القطارة وعين وادي البلاد على سفح جبل الحلم في الجهة الجنوبية للجزيرة فضلاً عن عدد آخر من العيون الأصغر حجماً. تاريخ الجزيرة في مواجهة عواصف وأعاصير بحر عمان طويل للغاية، فموقعها الجغرافي يجعلها عرضة للعواصف الاستوائية التي تتشكل سنوياً مرتين على الأقل في الشهر السادس والحادي عشر، أخطر تلك المواجهات كانت في 5 و6 يونيو/حزيران 2007 عندما داهم الإعصار "جونو" سلطنة عمان وأجبر 7 آلاف من سكان جزيرة مصيرة إلى إخلاء منازلهم والانتقال إلى البر المقابل، الإعصار الذي صنف الأعنف خلال ال 60 عاماً الماضية ترك آثاره القاسية على الجزيرة التي بدت مهشمة بعد مروره المدوي، إلا أن حكومة السلطنة أعادت خلال فترة قصيرة الألق إلى هذه البقعة الفريدة فاتحة الباب أمام عشاق المغامرات للاستمتاع بواحدة من أجمل الجزر في هذه البقعة من العالم. الوصول إلى الجزيرة يتطلب ركوب العبارة البحرية التي تشغلها حالياً الشركة العمانية للعبارات بواقع 6 رحلات يومية، المسافة المقطوعة تصل إلى 18 كم وتستغرق قرابة الساعة، كما يمكن للراغبين نقل سياراتهم أيضاً للجزيرة على متن هذه العبارات انطلاقاً من مرفأ شنه على الساحل الشرقي للسلطنة. أما مرافق الإقامة فمحدودة وأشهرها منتجع مصيرة من فئة الأربع نجوم تديره الشركة العمانية للتنمية السياحية عمران ويحظى بإقبال جيد وإشادة من غالبية النزلاء.

مشاركة :