«حولي» و«النقرة» قريتان شكلتا مقصداً للتنزه والاستجمام لدى أهل الكويت قديماً

  • 6/8/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عرفت قريتا (حولي) و (النقرة) لدى أهل الكويت قديماً كمكان للتنزه والاستجمام لغناهما بمياه الآبار العذبة والأشجار والمساحات الخضراء التي تغنى بها الشعراء. و(حولي) و(النقرة) قريتان متجاورتان تقعان في جنوب مدينة الكويت ولا تبعدان عنها إلا بما يقارب ستة كيلو مترات وعرفتا قديماً بأنهما منطقتان صحراويتان غنيتان بمياه الآبار العذبة وتنمو فيهما الأشجار وتنتشر فيهما المساحات الخضراء في فصلي الشتاء والربيع. وقرية (حولي) تأسست عام 1906 ومعنى (حولي) في اللغة العربية هي كل ما أتى عليه حول من كل ذي حافر وغيره وسميت بهذا الاسم كما ذكر المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان في كتابه (من تاريخ الكويت) لحلاوة مياهها إذ كانت آبارها عذبة وصالحة للشرب حتى صارت مقصداً لعشاق التنزه وتغنى الشعراء في مائها العذب بأبيات عديدة من الشعر كان منها (ماء الحولي مثله ما دار.. لا في افنيطيس ولا في وارا). ووصف الفنان التشكيلي الكويتي الراحل أيوب الأيوب في كتابه (حولي.. قرية الانس والتسلي) (حولي) القديمة بأنها قرية صغيرة حباها الله موقعاً مناسباً قريباً وهواءً طيباً عليلاً وتربة زراعية وآباراً مياهها صالحة للزراعة وأشجاراً خضراء زاهية. وذكر أن القرية تنقسم قديماً إلى قسمين (شرق حولي) و(جبلة حولي) تفصل بينهما (البحرة) وهو مجرى لسيول الأمطار ينحدر من الجنوب إلى الشمال. وأشار إلى أن من أهم معالم حولي القديمة المساجد وأولها (مسجد بن عويد) الذي بني عام 1920 والمزارع والمعالم الجغرافية الأخرى مثل (المطينة) وهي حفرة واسعة يستخرج منها (الطين) المستخدم في بناء البيوت قديماً و(ضلع وضحة) وهو تل صغير يقع في الجنوب الشرقي للقرية استخدم متنزهاً للأهالي. ولا تذكر (حولي) إلا وتذكر معها (النقرة) المتاخمة لها لذلك درج على لسان أهل الكويت منذ عشرات السنين وإلى اليوم مسمى (حولي والنقرة). و(النقرة) في اللغة العربية تعني الحفرة وسميت بهذا الاسم نسبة للمنخفض الكبير الذي كانت تتجمع فيه مياه الأمطار والتي شكلت بالتالي مصدراً من مصادر المياه العذبة. ومن أشهر معالم (النقرة) القديمة (سد النقرة) الذي أمر بحفره الشيخ سالم المبارك الصباح عام 1917 ليجمع به مياه الأمطار ومن ثم يتم نقلها وبيعها إلى الأهالي عن طريق (السقاة) الذين كانوا يمتهنون قديما مهنة بيع المياه العذبة ونقلها على ظهور الدواب. وفي هذا السياق، قال خالد عبدالله الطواري وهو أحد سكان منطقة (النقرة) قديماً في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن قرية (النقرة) تقع غرب (حولي) وكانت تنقسم حين تأسيسها إلى أربعة أجزاء هي (نقرة الطواري) و(نقرة الطخيم) و(نقرة الحداد) و(نقرة العثمان). وأضاف أن (النقرة) اشتهرت مثل (حولي) بالآبار والمياه العذبة حيث تميزت بوجود (البحرة) وهو المكان الذي تتجمع فيه مياه الأمطار إلى جانب كثرة (الجلبان) فيها وهي جمع (جليب) أي آبار المياه. وأوضح أن (حولي والنقرة) كانت عبارة عن صحراء سكنها أهل البادية في بداية نشأتها مستخدمين (الكبارة) وهي أكواخ أو بيوت صغيرة مصنوعة من سعف النخل والخشب، مبيناً أنه مع مرور الوقت وازدياد أعداد السكان صارت البيوت تصنع من الطين. وأشار إلى أن من أهم المعالم التراثية في النقرة بيت (صالح الملا) الذي كان يستخدم للعزل الصحي ومسجد (محمد البراك) وهو أول مسجد بني في النقرة بالإضافة إلى مخفر شرطة الخيالة.

مشاركة :