ساسي جبيل (تونس) ودّعت تونس والعالم العربي، مساء أمس الأول «الأربعاء»، المؤرّخ والأكاديمي التونسي محمد الطاهر المنصوري، وكان الراحل قد أعلن عن مرضه منذ يوم 4 أغسطس الماضي على صفحته بـ «الفيسبوك». وكان أستاذ التاريخ والمترجم التونسي قد توج في عام 2014 بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الترجمة عن كتابه «إسكان الغريب في العالم المتوسطي»، وهو من إصدارات سنة 2013 عن منشورات دار المدار الإسلامي، وذلك لدقّة الترجمة وأناقتها في آن معاً. والكتاب يعد بحثاً جادّاً يجمع وسائل المراجعة التاريخية والتبحر الأرشيفي والمساءلة الفكرية لظاهرة مهمة لصيقة بالثقافات العالمية المتوسطية خاصة، ألا وهي ظاهرة استضافة المسافر وإسكانه. ويشار إلى أن الفقيد المنصوري مؤرّخ جامعي، وأستاذ تعليم عالٍ للتاريخ الوسيط بالجامعة التونسية، وعضو بمجموعات بحث أكاديمية تونسية عدّة، وله عديد من المؤلفات باللغة الفرنسية والعربية، وله ترجمات مهمّة ككتاب «التاريخ الجديد»، وكتاب «التاريخ المفتت»، و«إسكان الغريب في العالم المتوسطي»، و«من الزنار إلى الخمار: قوانين اللباس في تاريخ الإسلام الوسيط»، وغيرها من المؤلفات. كما يعد من أهمّ الباحثين المختصين في التاريخ البيزنطي وفي العلاقات المتوسطية في العصر الوسيط. وتمتع المنصوري المولود في عام 1955، بمدينة «سليانة» شمال غرب البلاد، بمسيرة ملأى بالإنجازات، وقد حصل على الدكتوراه من جامعة تولوز في فرنسا سنة 1987، وعمل هناك سنوات طويلة، وبعدها عمل أستاذاً زائراً في جامعات تونس والمغرب والسعودية وقبرص واليونان واليابان، وحقق عشرات المخطوطات، وألف عدداً من الكتب المهمة، ومئات المقالات، وترجم الكثير عن اللغات الإنجليزية والفرنسية، كما ساهم أيضاً كعضو في اللجان العلمية لبعض المجلات في تقييم البحوث.
مشاركة :